صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/77

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

أخفق مرة أخرى وارتد على أعقابه لدرء خطر الشينيين الذين تدفقوا على فارس من الشمال والشرق. وفي السنة ٣٥٥ جدد ملك أرمينية أرشاك الثالث (٣٥١–٣٦٧) التحالف الروماني الأرمني وتزوج من أوليمبياس خطيبة قسطنس السابقة. فأقضّ ذلك مضجع شابور الثاني ذي الأكتاف واستفزه للحرب وخصوصًا لأن عامله في بابل كان قد جرّأَه بما بالغ له في تصوير المشاكل التي كان يعانيها قسطنديوس الإمبراطور في الغرب. وعبر شابور دجلة في جيش عظيم في السنة ٣٥٨ فتجاوز نصيبين هذه المرة ولم يحاصرها بل زحف على آمد (ديار بكر) فأخذها عنوة بعد حصار دام شهرين. وكان قسطنديوس لا يزال في سيرميوم في إيليرية يعالج بعض المشاكل الدينية المسيحية ولا سيما علاقة الآب بالابن فقام منها إلى القسطنطينية وبقي فيها طوال شتاء السنة ٣٥٩-٣٦٠. وفي ربيع السنة ٣٦٠ نهض من القسطنطينية لمجابهة الخطر الفارسي. ولدى وصوله إلى قبدوقية سمع بخيانة ابن عمه يوليانوس فلم يكترث لها لأنه كان يجهل مواهب هذا الزميل الجديد. وكان شابور ذو الأكتاف قد استأنف الحرب فاحتل سنجار ثم اتجه منها إلى بيت زبدي (جزيرة ابن عمر) على ضفة دجلة الغربية وحاصرها. فحاول قسطنديوس أن يفك هذا الحصار فلم يفلح. وسقطت بيت زبدي في يد الفرس في خريف السنة ٣٦٠. وأقبل فصل الشتاء فتوقفت الأعمال الحربية ولبث قسطنديوس في أنطاكية وفيها احتفل بزواجه الثاني بعد وفاة يوسيبية زوجته الأولى.

وكانت حاشية قسطنديوس لا تزال توغر صدره على ابن عمه يوليانوس بينما خطر الفرس في الشرق يتعاظم، فطلب الإمبراطور إلى ابن عمه القيصر أن يوافيه بأحسن ما عنده من الجند للصمود في وجه الفرس. ويقال إن يوليانوس مال إلى تلبية الطلب ولكن جنوده تمردوا احتجاجا ونادوا به

إمبراطورا في باريز في السنة ٣٦٠. وكتب يوليانوس إلى قسطنديوس

٧٦