صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/88

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

يعمل في سبيل الوئام1.» وأصدر براءةً أوجب فيها عبادةَ «الكائن الأعلى»، وحرَّم «الخرافات2». ثم ما لبث أن وُجد ميتًا بخيمته في آسية الصغرى، بعد أن قضى ليلة بين الكئوس والأباريق. وذلك في أوائل السنة ٣٦٤.

واجتمع رؤساءُ الجُند في نيقية وتداولوا في أمر الخلافة، وكانوا لا يزالون هم الذين رفعوا يوفيانوس إلى منصة الحُكم. فطلبوا إلى سلوتيوس سكندوس أن يكون ابنه خلفًا ليوفيانوس فأبى نظرًا لصغر سنه. فأجمعوا على ولنتنيانوس3 أحد قادة الحرس. وكان هذا أيضًا من بانونية بين الشرق والغرب. وما إن أطل على الجند ليخطب فيهم حتى قاطعه عددٌ منهم بدق التروس طالبين إمبراطورًا آخرَ يُشاركه في الحكم. فاستمهلهم وشاور الرؤساء، فقال أحد هؤلاء: «إن كنت تحب أسرتك فإن لك أخًا، وإن كنت تحب الدولة فانتقِ الأليق.» وفي الثامن والعشرين من آذار من السنة ٣٦٤ قدَّم أخاه والنس4 أوغوسطسًا وشريكًا له في الحكم. وتشاطر الاثنان المُلك فحكم والنس الشرق (٣٦٤–٣٧٨)، وتولى ولنتنيانوس الغرب (٣٦٤–٣٧٥). واتفق الاثنان على أُمُور معينة أهمها حرية المعتقد، ومنع إعفاء أحد من الضرائب، وإقامة جباة من الموظفين لجمعها، واقتسام الملك اقتسامًا تامًّا كاملًا، بحيث تُصبح الإمبراطورية دولتين: شرقية وغربية.

وعبر الهون الفولكة في السنة ٣٧٢ بعد الميلاد أو قُبيلها متدفقين

  1. Socrates, Hist. Ecc., III, 25.
  2. Sozomenus, Hist. Ecc., VI, 3.
  3. Valentinianus.
  4. Valens وفي تاريخ ابن العميد: ولنطنيان ووالنش.
٨٧