صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/93

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الحكم على أن يجعل العقيدة الكاثوليكية الأرثوذكسية عقيدةَ الدولة1. فإنه منذ السابع عشر من حزيران سنة ٣٧٩ عندما أَصْدَرَ براءَته الأُولى وحدد فيها واجبات كبير الكهنة الوثنيين في أنطاكية؛ امتنع عن أن يشير إلى نفسه باللقب الوثني: الحبر الأعظم، ولعل السبب في هذا أنه وُلد مِنْ أَبَوَيْنِ مسيحيين إسبانيين وأن حبر رومة دماسوس الكبير استغلَّ نُفُوذ الحاشية الإسبانية المسيحية لحمل الإمبراطور على مراعاة الكنيسة، وعاد ثيودوسيوس في الثامن والعشرين من شهر شباط من السنة ٣٨٠ فأصدر براءَةً خاصة جَعَلَ بها العقيدة النيقاوية عقيدةَ الدولة، فقال ما معناه: «وعلى جميع شعوبنا أن تجتمع حول العقيدة التي نقلها بطرس الرسول إلى الرومان، العقيدة التي يقول بها أسقف رومة دماسوس وأسقف الإسكندرية بطرس؛ أي أن يعترفوا بالثالوث الأقدس: الآب والابن والروح القدس، وللذين يقولون بهذه العقيدة وحدهم حق التلقب بالمسيحيين الكاثوليكيين2.أما الآخرون فإنهم هراطقةٌ موصومون بالعار لا يحق لهم أَنْ يَدَّعُوا الأبنية التي يجتمعون فيها كنائس. وسينتقم الله منهم ونحن أيضًا بعده3.» وما كاد الإمبراطور يدخل العاصمة القسطنطينية في الرابع والعشرين من تشرين الثاني سنة ٣٨٠ حتى أخرج منها أسقفها الآريوسي وأدخل إليها (٢٦ تشرين الثاني سنة ٣٨٠) «بلبل قبدوقية الأزرق» غريغوريوس الثاولوغوس النازيانزي بجميع مظاهر الأبهة والإجلال. وغريغوريوس هذا العظيم وُلد

بالقرب من نازيانزة في قبدوقية في السنة ٣٣٠، ودرس في الإسكندرية 

وقيصرية وآثينة كما مرَّ بنا وكان قد اشتهر بعِلْمِهِ وفلسفته وفصاحته وسيم

  1. Piganiol, A., Emp. Chrétien, 216.
  2. Christiani Catholici.
  3. Cod. XVI, 2, 25.
٩٢