صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/104

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الذهبي الثاني في تاريخ الفن عند الروم . والعصر الذهبي الأول في عرفهم هو عصر يوستنيانوس الكبير . ويقولون انه بعد أن حرر محاربو الايقونات الفن البيزنطي من قيود رجال الاكليروس والرهبان تطور تطوراً سريعاً في انتقاء مواضيعه من خارج الكنائس والأديار ، فعاد الى الطبيعة والى مخلفات العصر الهليني والى فن الزخرف العربي . وجاء العصر المقدوني بتعلقه بالمخلفات الكلاسيكية والهلينية ، فازداد رجال الفن فيه اكباراً للماضي البعيد واستيحاء منه ، ولم يكتفوا بهذا الوحي ولم ينقلوا نقلا بل اضافوا إلى جمال المظهر الهليني ولطفه شيئاً كثيراً من قوة العصر الكلاسيكي السابق وجده . واسبغوا عليه شيئاً من الهيبة والتركيز والتوازن والنقاء والصفاء فأصبح بيزنطيا بكل معنى الكلمة). وذهب الفنان المؤرخ النماري استرجيكوفسكي مذهباً خاصاً لا يقره عليه معظم زملائه ، فهو يرى ان وصول الأسرة المقدونية الأرمنية الاصل الى الحكم جر وراءه اقبالاً على الفن الارمني وتأثراً به. ويرى بعبارة اخرى ان العلاقة الظاهرة بين الفن البيزنطي والفن الارمني التي عزاها المؤرخون الى اثر بيزنطة في ارمينية هي في الحقيقة اثر ارمينية في بيزنطة". وقام في القسطنطينية في عهد هذه الاسرة المقدونية من برز في تصوير الايقونات وتزيين جدران الكنائس ، فأخرج عدداً كبيراً جداً من الايتونات وصدرها الى سائر أنحاء الامبراطورية . وعني رجال الفن ايضاً بتزيين المخطوطات بالصور الملونة المذهبة Diehl, C., Monde Oriental, 5f6-517. Dalton, O. M., East Christian Art, 17-18. Strzygowski. J.Dic Bankunst der Armenier and Europa; Dicht, C., Art Byzantin, I, 476-478. ۱۰۳