صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/107

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

البطريركية. وكان الاقدام على الاحتذاء بالارجواني في عرف الروم آنند اول دليل على الطمع في السلطة العليا". وفي الثامن من تشرين الثـاني حين كان البطريرك متوجهاً مع اخصائه ليخدم القداس في دير الملائكة ألقى الفسيلفس القبض عليه ونفاه مع أولاد اخيه الى جزيرة ايبرس . وهاج الشعب وطلب ارجاع البطريرك ، فاستحضره الفسيلفس مجمعاً وطلب محاكمته لانه عطف على راهبين كانا يتعاطيان الشعوذة ، ولانه كان يقرأ أشعار الشعراء وقت الخدمة ، ولانه ايضا ثار عـلى الفسيلفس السابق . ولم بحر البطريرك جوابا عن شيء من هذا . وقام في النهاية وسامح الفسيلفس والقضاة ، ودعا للشعب ولاعدائه ، وسقط ميتاً وهو يقول : « السلام لجميعكم ، مشيراً بيده اليمنى اشارة البركة . فأمر الفسيلفس بدفنه بحفاوة فائقة في دير الملائكة واشترك بنفسه في تشييع الجنان". ورقي الكرسي المسكوني بعده قسطنطين الثالث ( ليخوذي ) . ومرض الفسيلفس فاستقال فبدل الارجران بثوب الرهبنة وأقام في الدير الاستودي". العاشر ( دو که ) : (1059 - ١٠٦٧) وتحدير هذا ايضاً من اسرة عريقة في الشرف . ولكن شرفها لم يكن عسكريا ريفياً بقدر ما كان ارستقراطياً مدينياً . وهذا سبب التفاهم بينه وبين أقطاب رجال السياسة والادارة في العاصمة . ومن هنا نفوذ ميخائيل بسلوس في عهده وتوليه تربية الامير ميخائيل ابن الفسيلفس ، ووصول قسطنطين الثالث إلى السدة البطريركية ، واكراه يوحنا الثامن على قبول العكاز البطريركي بعد Cedrenus, G., op. cit., II, 372; Bréhier, L. Schisme Oriental, 276-277. Bréhier, L., Byzance, 273-274; Cedrenus, G., op. cit., II, 372-373. Psellus, M., Chronographia, II, 129-138.