صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/111

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والجنوب في آن واحد ، فدخلت جيوشه البونط وقيليفية . ووصل الى قيصرية قبدوقية فخر بها . واستوى رومانوس على العرش فتولى مهمة صد الاتراك السلاجقة ، وقاد الى الميدان كل رجل استطاع ان يجنده في اوروبة وآسية . فطردهم من البونط أولا وأنزل هزيمة كبيرة عند تفريقية . ثم قام الى سورية الشمالية فأحرز نصراً مبيناً في العشرين من تشرين الثاني سنة 1069 عند هيرابوليس ( منبج ) . وكان السلاجقة قد توغلوا في غلاطية فعاد رومانوس اليها وحررها . وفي السنة 1070 حاصر ألب ارسلان مدينة الرها دون جدوى . وجاءت السنة 1071 فأعاد رومانوس تنظيم جيشه وقام في منتصف آذار الى الجبهة الشرقية الجنوبية فوصل إلى منزيكرت ( ملاذ کرد ) عـلى الفرات الاعلى فوجد نفسه وجها لوجه ، ليس امام جيش واحد من جيوش السلاجقة فحسب ، بل امام قوة السلطنة السلجوقية كلها ، وأمام ألب ارسلان نفسه . وكان قد حل بجيش الروم شيء من الارتباك بسبب السير الطويل . وكان الفسيلفس قد ارسل فرقة كاملة الى روسل دي بايول القائد النورمندي الذي كان قد اتجه نحو بحيرة وان . وعلى الرغم من هذا كله بقي الفسيلفس متلهفاً الى القتال ، شاعراً ان السلاجقة لم يتيحوا له من قبل ميدان صالحاً للقتال مثل هذا ، متبقنا من ان جنوده المدرعين سيقضون قضاء مبرماً على الفرسات السلاجقة مهما بلغ عددهم . وكان ألب ارسلان قد زاد خصمه وثوقاً من نفسه بان أرسل اليه تقارير كاذبة تفيد أن السلاجقة عازمون على الرحيل متجهين الى بغداد . وفي السادس والعشرين من آب سنة 1071 انبرى ألب ارسلان لقتال الروم . P Michel d'Allatie, 94; Cedremas, G., Synopsis, II, 389; Laurent, J., V Byzance et les Torcs Seljo: cides, 25.