صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/121

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على الجنود ويرعاهم بعنايته . وظل هؤلاء بدورهم متعلقين به منفانين في سبيله . وكان الفسيلفس الجديد مفاوضاً من الطبقة الأولى ، بخاطب كلا باللغة التي يقهم ، كما كان سياسياً محنكاً يجيد فن التفرقة ويحسن اساليب التقريب والجمع . وكان لبقاً للغاية ، لا كذوباً كما اتهمه بعض المتطفلين على التاريخ من كتاب الفرنجة الذين لا يدرون ، ولا يدرون انهم لا بدرون . مطامع النورمنديين الايطالين : وكان ميخائيل السابع ، كما سبق ات أشرنا ، شديد الرغبة في التحالف مع البابا والنور منديين الايطاليين للصمود في وجه الاتراك السلاجقة . وكان قبيل نزوله عن العرش فـد خطب ابنة روبر غيسكار النورمندي الايطالي لابنه وولي عهده قسطنطين واستقدمها الى القسطنطينية . وكان روبر غيسكار يطمع في توسيع دولته الايطالية عبر الأدرياتيك . فلما أنزل ميخائيل عن العرش أعلن روبر غيكار نفسه مدافعاً عن حقوق هذا الفسيلفس . وكان ما كان من أمر نيقيفوروس الثالث ومن أمر الفوضى التي عمت انحاء دولة الروم . تعمد روبر في ربيع السنة ١٠٨١ الى تحقيق مطامعه عبر الادرياتيك ، فأنفذ ابنه بوهيموند بطلائع الجيش إلى أفالونية Avlona وقام هو بنفسه على رأس الجيش الى إبيروس". ( وكان اليكسيوس الاول يخشى الأتراك السلاجقة في آسية الصغرى ، وينظر بعين الحذر الى مطامع البنشتاغ عبر الدانوب . ولم تكن نفسه مطمئنة الموقف السكان في شاطىء الادربانيك الشرقي . أما خزينته فقد كانت خالية ، وجيشه كان مضطرباً ضعيفاً لا يعتمد عليه . وكان يعلم ۱۳۰ Dicht, C., Europe Orientale, 7-8. Anne Comnène, op. cit., 1, 53.