صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/125

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ازدیاد نفوذ الاتراك السلاجقة : وفي اثناء هذا كله ، بينما كان

اليكسيوس يحارب النور منديين في الغرب ، والبتشناغ في الشمال ، كان الاتراك السلاحنة يزدادون نفوذاً وسلطانا في آسية الصغرى وفي شمالي سورية . فأصبح حق الفسيلفي في السيادة على سليان ابن قطامش حقاً نظرياً لا فاعلية له . واتخذ هذا لقب سلطان وشرع يوسع حدود منطقته ويعمل وكأنه دولة مستقلة . فاحتل انطاكية في كانون الأول من السنة ۱۰۸٤ دون ان يبدي اليكسيوس اية حركة . ثم تطاول على فيلونة وبسط سلطته على جميع امارته . وعبثاً حاول فيلرنة ان يحتفظ بسلطنه بتقبل الدين الاسلامي. وما ان طالب امير حلب سليات بالمال الذي كان يدفعه فيلرتة له حتى قام اليه بجيشه وفرض سلطته عليــه . قدب الذعر في نفوس سائر امراء سورية . وجاش ناش امير دمشق وقام الى حلب فنازل سليات بالقرب منها في شهر تموز من السنة ١٠٨٥ وقضى عليه . وما ان توفي سليان ابن قطامش حتى رفض معظم الأمراء الذين كانوا قد دخلوا في حكمه ان يقروا بالطاعة لابنه وولي عهده قلج أرسلان . فسادت الفوضى جميع أرجاء سلطنة سليان ( سلطنة الروم فيا بعد ) . وأنفذ ملكشاء قوة الى سورية وأعاد توزيع الاقطاع والسلطة فيها . وغضب جلال الدولة ملكشاه على وزيره الكبير نظام الملك ودس اليه من قتله ، ثم توفي هو في التاسعة والثلاثين من عمره ( ۱۰۹۲ ) . فاضمحلت عظمة الدولة السلجوقية وتفككت أواصرها . وكان الخليفة المستظهر قد أقر ابن ملكشاه الرضيع في السلطنة فطلبها اخوه بر كياروق فـام علیه عمه تقش . فبذر التشويش وعمت الفوضى سورية والعراق ، وأحب . . Anne Comnene, op. cit., II, 64; Loureni, J., Byzance et Antioche, Ren. Eludes Arm., 1829, 71-72. Laurent, J., Byzance et les Turcs Seljoncides, 85-86. ١٢٤