صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/126

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اليكسيوس الفسيلفس ان يستغل الموقف لصالحه وصالح الروم، ولكن الغرب كان قد بدأ يتمخض بالحروب الصليبية الروم والصليبيون : ولم يكن أمر الجهاد في سبيل الدين امراً مستحدثاً جديداً . فمنذ ان تنصرت الدولة الرومانية أصبح رئيسها حامي الدين مجاهداً ومبشرا ايضاً . ولم تنطبع حروب النصاري وحدهم بهذا الطابع الديني . فحروب الفرس ضد الروم كانت تحمل ايضاً طابعاً دينيا خاصا . وحروب العرب كانت في اساسها حروباً دينية لا قومية كما سبق أن أشرنا . ولكن الجديد في الحروب الصليبية كان اشتراك جميع الطبقات فيها لغرض ديني معين . ولا يختلف اثنـان فيا نعلم في ان بعض الصليبيين اندفع بدوافع مادية غير دينية ، ولكن التيار الجارف ظل دينيا في الدرجة الأولى. والحروب الصليبية كانت حروباً غربية قبل ان تكون حروباً شرقية . والمحرك الأكبر فيها كان البابا اوربانوس الثاني ( ۱۰۸۸ – ۱۰۹۹ ) . فانه خشي فيها يظهر تجدد النشاط الاسلامي بظهور الاتراك السلاجقة وبانتصاراتهم المتواترة ، وآله ضغطهم المتزايد على الكنائس الشرقية ، فأحب أن يتحد جميع مارك النصارى وامرائهم وشعوبهم في حملة واحدة لتحرير هذه الكنائس الشرقية ولحماية القبر المقدس وتأمين سبل الحجاج . فسعى منذ ان تبوأ السدة الرومانية لتقريب القلوب بين فرعي الكنيسة الأم . ورفع الحرم الذي كان قد وضعه سلفه غريغوريوس السابع على الكيوس فسيلفس الروم . وأرسل وفدا إلى القسطنطينية يعلن هذه السياسة الجديدة ويرجو السماح باستعمال الفطير في "كنائس القسطنطينية اللاتينية واعادة اسمه Groussel, R, Empire du Levant; Alphandery, P., La Chrétienté et l'idée de Croisade; Bréhier, L., Byza-ce, 310. ۱۳۶