صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/129

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ومرونته ولباقته ومقدرته في التعبير وفصاحته . ولم تر أفضل منه سوى والدها العظيم . وزال الشك وتفاهم الكبيران ، واستقبل الفسيلفس ضيفه واهدي اليه شيئاً كثيراً من الذهب والدراهم والاقمشة النفيسة ، ثم ارسل اكثر منها الى محل اقامته . فاغتبط بوهيموند بما أوتي من نعمة وطلب الى الفسيلفس ان يدخل في خدمته ويتولى قيادة جيوشه . فاجابه اليكيوس ان كل آت قريب وانه بانتظار ذلك سيقطعه اراضي فسيحة في منطقة انطاكية . ولم يتردد بوهيموند في دخوله في طاعة الفسيلفس فاقسم يمين الولاء. ثم جاء روبر دي فلاندر Robert de Flandre فدخل في طاعة الفسيلفس . اما ريموند دي سان جيل Raymond de Saint - Gilles انه وصل مكدرا مستاء غير مستعد لمبايعة اليكسيوس ، فأقنعه بوهيموند النورمندي بوجوب الدخول في طاعة الفسيلفس ففعل وأصبح من أخلص اصدقاء اليكسيوس وأشدهم وفاء له . وأعجب اليكسيوس بحكمة هذا القرمس واتزانه وصدقه واخلاصه واستقامته ، أما تنكريد الصقلي Tanerede نسيب بوهيموند فانه لم يرض ان يمر بالقسطنطينية او ان يقسم يمين الولاء والطاعة لغسيلفس الروم ، وأعان ان هذا القسم لا يفرض عليه الا نحو سیده بوهیموند). و كان ينقص هؤلاء جميعا فيا يظهر الشيء الكثير من آداب السلوك وحسن المعاشرة ، فكانوا يدخلون على الفسيلفس في الصباح الباكر ولا يفارقونه الا في نهاية المساء متطلبين متطاولين او مسترشدین او متحدثين مسامرين . وكانوا في كثير من الاحيان متهتكين سفهاء خالمين برقع الحياء ضعفاء . . Anne Comnene, Alexiade, II, 224-226, 234. Diehl, C., Europe Orientale, 19-21. ۱۲۸