صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/145

دون حرس لائق برتبته ومكانته . ثم عدل عن هذه الزيارة. وقام من انطاكية الى فيليقية لتمضية الشتاء . وفي اثناء اقامته فيهـا أصابه مسموم في اثناء الصيد ، فشعر باقتراب الاجل ، فنظر في ولاية العرش . وكان ابناه الاكبران قد توفيا ولم يبق من أولاده الذكور الأربعة سوى اسحق وعمانوئيل ، فولي الاصغر عمانوئيل وقام الى القسطنطينية وتوفي فيها في الثامن من نيسان سنة ٢١١٤٣. عمانوئيل الأول : ( ١١٤٢ – ۱۱۸۰ ) وخشي عمانوئيل مطامع عمه اسحق الذي كان قد تآمر مراراً على اخيه يوحنا واضطر الى ان يلجأ الى الاتراك . وكان لا يزال آنئذ منفياً في هرقلية . وخشي ايضاً اخاه اسحق الذي كان أكبر منه سنا وأحق في الملك . ولكن ولاء الشعب لوالده يوحنا ومقدرة وزيره الاول يوحنا اخوخ " ضمنا له الوصول الى العرش سالماً ساكناً . وكان قد بقي في اقالية حتى منتصف السنة 1143 فقــام الى القسطنطينية وتقبل التاج من يد البطريرك المسكوني في كنيسة الحكمة الالهية كالعادة وكان عمانوئيل طويل القامة قويا جميل الطلعة طلق المحيا أسمر اللون فاتن العينين . وكان معجباً بقوته وفروسيته يستغل كل ظرف لاظهار ما أوتي منها . فذاع صيته في الآفاق وبلغت شهرته الداني والقاصي . وما يروى من هذا القبيل انه تقلد أنقل الاسلحة وان امراة الصليبين منوا بذلك فلم يصدقوه . وأنيح لامير انطاكية ان يمثل أمام الفسيلفس الجبار ، وشاهد هذا السلاح الثقيل فأراد ان يتثبت من نوعه ووزنه ، فطلب Dolger, F., Regesten, 1324; Grousset, R., op. cit., II, 150-152. Cinnanms, J., Hist., I, 10; Crousset, B., op. cit, II, 152-154. Chatunton, F., Les Comunes, 11, 19,