صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/146

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الى الفسيلفس أن يسمح له بحمل رمحه وترسه . وما ان فعل حتى أعجب بما أوتي الفسيلفي من قوة وعظمة . فاعاد السلاح مؤكداً ان صاحبه كان في الواقع جباراً ، واعتذر عن تطفلها، وكان الفسيلفس الجديد جندياً رائعاً مدهشاً يجيد ركوب الخيل ويشاطر جنوده التعب وشظف العيش ويهرع لمعونتهم غير مبال بالتعب او الخطر . ومما جاء من هذا القبيل انه ربي بنفسه مرة في نهر الدانوب لينقذ مركبة أشرف على الخطر وفيه عـدد من الجنود . وقد جاء ايضاً انه كان يهرع إلى حصانه احياناً فيمتطيه ويسرع به لمطاردة العدو قبل ان يستكمل سلاحه بيد أن توقد عاطفته الذي ألب فيه هذا النوع من الشجاعة غضى من قيمته كقائد عسكري . فقد كانت الصعوبات في ميدان القتال توهن عزائه وتثبط همته فتؤدي به إلى التضعضع والتراجع وأعجب عمانوئيل بالفرسان الصليبيين وبصلابتهم وبأسهم ، فجـاراهم في عاداتهم وتقاليدهم الحربية . ووكل الى بعضهم ادارة شؤون الدولة ، وأدخل غيرهم في الجيش وقلدهم مناصب هامة ، وأكبروا هم فيه مواهبه الحربية و مقدرته الجسدية وثقته وتدرب هو على أساليبهم الحربية . وراقته مبارياتهم في الفروسية ، فأقامها كما كانوا يقيمونها ، وباراهم فيها في انطاكية ، فقلب الكثيرين منهم عن سروج خيولهم" . . Mt. 4 . و خالف عمانوئيل اباه بوحنا في بدخه ومرحه . وأصبح البـلاط في عصره كثير الحفلات زاهياً رائعاً ، تؤمه الظريفات الجميلات من جميع انحاء الدولة ، وتكثر فيه المغازلات والمغامرات ، وكان الفسيلفس يحب الجمال والاناقة والرشاقة فعني بهن بغير حساب ، وضاقت نفسه بزوجته . Cinnamus, J., ltst. 1, 125. Diehl, C. Europe Orientale, 51-52