صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/151

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحرب النورمندية : ( ١١٤٧ -- ١٩٥٨ ) وكان روجه الثاني قـد خلف روبر غيسكار في صقلية وجنوبي ايطالية . وكان يحلم منذ تتويجه في بالرمو في السنة 1130 بتوسع كبير عبر الأدرياتيك . وما ان ابتلي عمانوئيل بمشاكل الحملة الصليبية الثانية في صيف السنة ١١٤٧ حتى أعلن روجه الحرب عليه واحتل كورفو . ثم قام منها الى المورة وما فنيء حتى احتل کورونتوس . وكثرت غنائه ونقل فضة وذهباً كثيراً، ولكن افضل ما وقعت يده عليه صناعة الحرير التي كانت لا تزال مرأ من الاسرار خارج لبنان والمورة . فنقـل الى صقلية عدداً كبيراً من سكان مناطق التوت ودود الحرير الى صقلية ، فانهي بذلك احتكاراً كبيراً كانت القسطنطينية قد تمتعت به زمنا طويلا . ولم يتمكن عمانوئيل من صد روجه فور نزوله في كورفو والمورة لانشغاله بمشاكل الحملة الصليبية الثانية . وأول ما فعل انه اتصل بالبنادقة وعقد *** تحالفاً جديداً ضد روجه وذلك في خريف السنة ١١٤٧ ، ثم أعقبه بتحالف آخر في آذار السنة التالية . وقضي هذا التحالف بان يشترك البنادقة في صد روجه عن مطامعه مقابل امتيازات تجارية جديدة بمنحهم اياها الفسيلفس . وأهم هذه الامتيازات فتح مرافيء قبرص ورودي لتجارتهم وتوسيع منطقة اقامتهم في عاصمة الدولة، وفي أواخر السنة 1148 ضرب الروم والبنادقة الحصار على كورفو واستولوا عليها في صيف السنة 1149 وأنزل اسطول الروم باسطول النورمنديين هزيمة كبيرة عند رأس مالي . فنزعت نفس عمانوئيل الى صقلية وايطالية الجنوبية لا بل الى جميع ايطالية . وتمكن الفسيلفي من احتلال انكونة في السنة 1151 ، فهب روجــه 10. Dolger, F., Regeslen, 1365, 1373.