صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/159

الى ملكه . وقام هو بمعظم الجيش الى قرنية ليحطمها تحطيماً . وجاء ها من الغرب متبعاً اعالي نهر المبندر . واستصفر مقدرة خصمه ولم يتخذ الاحتياطات العسكرية اللازمة من حيث الاستكشاف وغيره . فدخل مراً جبلياً ضيقاً بعد حصن ميريو كيفالون Myriokephalon . وما ان تم دخول الجيش باكمله في هذا المضيق حتى انقض الاتراك من اعالي التلال عـلى مؤخرته فأبادوها . ولم تتمكن طلائع الجيش من اعانة المؤخرة لازدهام الطريق الضيق بالمركبات الحربية ويبغال النقل . ولم يكن عمانوئيل من يصبر عند الشدة فضاقت حيلته وضاق خلقه ايضاً وصاح الفرار القرار . وطلب النجاة بنفسه فقدر له ذلك فاخترق صفوف الأعداء وخرج منقب الترس ، مكسر الخوذة ، لا يطن في اذنه سوى صوت سنابك خيل الاتراك . وصباح اليوم التالي فوجيء عمانوئيل بالمفـاوضة بصلع دائم بين الدولتين وبشروط مشرقة . فاشترط فلج أرسلان الثاني لقاء تراجع منظم وعودة سالمة الى الحدود ان يرضى الفسيلفس بدك حصني دوريلة وسوبليون". وبما جاء في تاريخ نبقيتاس أن عمانوئيل لم يضحك بعد ذاك ابدأ وانه عاش سنوات ، وانه اذ رأى قواه تنحط لبس ثوب الرهبنة الخشن الى أن وافته منيته سنة ١١٨٠ . وقبل وفاته خطب لابنه اليكسيوس وهو في الثانية عشرة من عمره آغني ابنة لويس السابع ملك فرنسة وهي ابنة ثماني سنين ، وأحضرها لتتربى في قصره وسماها حنة . ولم يكن له من امرأته الأولى سوى بنت واحدة اسمها مريم ازوجها سنة ۱۱۷۸ . وصابة مريم الانطاكية : ( ايلول ۱۱۸۰ .. نيسان ۱۱۸۲ ) وبعـد 1 Nicetas Chaniales, Hist., 231-245, Chalandon, F., op. cit., II, 507-513. Nicelus Chaniales, Hist, 246: Bolger, F., Regesten, 1522, 1524. ۱۰۸