صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/161

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بردوان الثالث . ولم يجرؤ احد في الشرق على أبوائه وحمايته . فعاد الى في القسطنطينية تائبا مترامياً على قدمي الفسيلفس ، فنفاه الى آينابون في البحر الاسود . وظل يحلم بالحكم على الرغم من تقدمه في السن . واذ رأی اندرونيكوس الامور على ما كانت عليه في القسطنطينية بعد وفاة عمانوئيل أعلن عصيانه فالتف حوله جيش من المحاربين القدماء و قام بهم إلى العاصمة ، فطلب طرد مريم الفسيلسة وعشيقها وبقاء الملك في يد ابنها اليكسيوس ، فساعده الشعب على ذلك وقبضوا على اليكسيوس المساعد وأرسلوه الى اندرونيكوس فسمل عينيه . وأيد الافرنج الساكنون العاصمة الفسيلسة فأعلنها اندرونيكوس حرباً قومية دينية باسم الروم والأرثوذكسية وأنفذ قوة برية بحرية فقتـل معظم الافرنج في العاصمة ونهب بيوتهم ومتاجرهم وأحرقها . ودخل العاصمة وسجن الفسيلة مريم وصلى على ضريح عمانوئيل ثم أمر بتتويج اليكسيوس الصغير وشاركه في الملك . وادعي على مريم باشياء واشياء ، وسعى بالحكم عليها بالموت ، واجبر ابنها الصبي على ان يوقع على الحكم بشنق والدته . ثم سعى في اوساط القصر بألا يكون فسيفسان في وقت واحد . وشنق اليكسيوس الصغير وتزوج من خطيبته حنة ابنة لويس السابع ، وقتل كثيرين من انصار مريم وابنها وسمل عيون كثيرين منهم . ثم كاف البطريرك المسكوني باقامة اكليل غير مسموح به . فاجابه البطريرك : « كنت اسمع عنك وامـــا الآن فقد رأيتك بعيني » ، واستعفى". وازداد اندرونی کوس طغيانا ونجيراً ففر من وجهه عدد كبير من كبار رجال العاصمة والتجأوا إلى الأمراء الصليبيين في انطاكية وغيرها 1: ۱۹۰ . Diehl, C., Europe Orientale, 84-85. Neelus Chaniales, Hist., 320-323, 347-349.