صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/163

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وموب كانت مدهشة تأخذ بلب" الزائر ، فالخيول المطهمة وثياب فرسانها الحريرية المزركشة المذهبة كانت تبهر الزائر فيخالهم ابناء مارك . وبما جاء في هذه الرحلة ايضا ان القسطنطينية كانت تجتذب رجال الاعمال من كل حدب فأضحت تفوق جميع المدن تقدماً وازدهاراً ما عـدا بغداد . والواقع ان ازدهار التجارة في البندقية وبيزة وجنوى وظروف الحروب الصليبية ومطامع عمانوئيل في ايطالية والغرب استدرجت عدداً كبيراً من رجال الفرنجة الى القسطنطينية فأقاموا فيها وأنشأوا المتاجر والارصفة عند القرن الذهبي ، كما أقاموا المنازل والكنائس، فجعلوا من احيائهم الخاصة بفضل امتيازاتهم مستعمرات لاتينية بكل معنى الكلمة . وابتنى مؤسس الاميرة الكومنينية اليكسيوس الاول قصراً جديداً في محلة القرن الذهبي هيمن على هذا القرن وعلى المدينة وضواحيها . وأنفق عليه بسخاء فجاة فخماً عظيماً رائعاً . ومما قاله أحد الزائرين المعاصرين : د ولست ادري ما الذي جعله ثميناً جميلا ! أشدة الاتقان في فن بنسائه ، ام قيمة المواد الداخلة في تشييده"، . وكان سلفاء اليكسيوس من قبل قد أقاموا في قصر على شاطيء بحر مرمرة فرأى هو ان ينتقل الى الهضبة المطلة على القرن الذهبي . وأنشأت حنة دلسانة كنيسة المخلص بالقرب من هذا القصر ، وحذت حذوها حماة اليكسيوس مريم دوقاس فأنشأت بجوار القصر الجديد ايضا كنيسة ثانية باسم المخلص . وقامت في هذا الحي أيضاً كنيسة العذراء و الكلية القداسة ، وكنيسة البانتوكراتور الجميلة . وأنشأ برضنا الثاني كنيـة لضم رفات امرته بين هذه الكنائس . وعلى الرغم من صغر حجم هذه الكنائس فانها جاءت جميعها رائعة بتناسب مقاييسها . . . Diehl, G., Europe Orientale, 92-93. Eade de Deuil, De Lactowici VII, P. L. 185, col. 1221,