صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/165

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العلم والادب : و قامت في هذا القرن نفسه في جوار كنيسة الرسل مدرسة كبيرة لتدريس العلوم الابتدائية والمتوسطة والعالية . ففى الصغار أروقتها وحوالي حديقتها كما مشى الاحداث متأبطين دفاترهم مسمعين دروسهم في النحو واللغـة عن ظهر قلب . والعزل البعض الآخر من الطلبة الكبار ليحلوا بعض المسائل العريصة . وقام الاساتذة في الداخـل يحاضرون في خواص الاعداد وفي الهندسة والطب ، كما قام كبار الموسيقيين يشرحون أنهم لمن حولهم من الطلبة . وكان بعضهم يتباهي فيؤكد ان علماء العاصمة آنئذ فاقوا نيوستانيس في الفصاحة ، وأرسطو و افلاطون في الفلسفة ، واقليدس في الهندسة ، وفيثاغوروس في الفيزياء . رخصت البطريركية المسكونية العلوم الدينية العالية برعايتها فقبلت الطـلاب الاكليريكيين في مدرستها ولقنتهم اللاهوت وسواه, وكانت جامعة القسطنطينية لا تزال زاهرة بفرعيها الادبي والفلسفي . وتولى ادارة التعليم الفلسفي فيها « قنصل الفلاسفة ، يوحنا الايطالي . فذاع صيته وكثر طلابه ومريدوه وفاخر التلامذة والأصدقاء بانهم من « محبي افلاطون » . ومن اشتهر بعده في الفلسفة في هذه الجامعة نفسها افتاثيوس التيسالونيكي الذي أظهر مقدرة كبيرة في تدريس هوميروس وبيندار . ومما قيل فيه آنذ ان محاضراته جمعت بين علم ارسطو ووحي الشعراء . والواقع الذي يعترف به رجال الاختصاص من علماء هذا العصر ان قسطنطينية القرن الثاني عشر أيدت الثقافة الكلاسيكية وجعلت منها أساس التهذيب والتثقيف لابنائها". وظل التاريخ واللاهوت يحتلان المكانة الأولى في النتـاج الأدبي . فقامت حنة ابنة اليكسيوس الأول تؤرخ حياة والدها فصنفت ملحمتها . 164 . Heisenberg, A. Aposleikirche in Konstantinopel, Leipzig, 1908. Dicht. C., Europe Orientale, 106