صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/176

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الرومانية انوشنتش الثالث . وكان عالماً ذكياً حازماً قوياً مؤمناً نقياً ، فرأي ما رآه سلفه كلستينوس واتصل باليكسيوس الثالث وطلب اليه ان يسعى لتوحيد الكنيسة وان يشترك في حملة صليبية رابعة تحرر القدس وغيرها من حكم المسلمين الحملة الصليبية الرابعة : وبعث انوشنتش الثالث برسله الى الممالك الاوروبية يروج فكرته ويحض الملوك والأمراء والشعب على التطوع في حملة جديدة . ولكن أحداً من كبار الملوك لم يلب النداء . فقيليب الثاني ملك فرنسة كان لا يزال تحت الحرم الباباوي لهجره زوجته الثانية وتزوجه من ثالثة . وكان يوحنا الثاني ملك انكلترة لا يزال في خصام شديد مع اشراف بلاده واعيانها . وكان هنريكوس السادس قد توفي في خريف السنة 1197 في صقلية فنشبت مشادة عنيفة لتستم العرش الامبراطوري بين اخيه فيليب وارثون الرابع ابن هنريكوس الاسد . بيد أن هذا كله لم يمنع الفرسان الغربيين من تقبل الدعوة . فاشترك في هذه الحملة الرابعة نخبة من أفضل فرسان فرنسة وانكلترة والمانية والبلدان الواطئة وصقلية . وألمع من حمل الصليب بهذه المناسبة شيخ البندقية هنريكوس دندولو Dandolo الاعمى . وكان قد عرف القسطنطينية حق المعرفة وفقد بصره فيها عندما حول بعض الروم نور الشمس الى عينيه بمرآة مقعرة . فغضب وحقد وأضمر السوء . وكان سياسيا محنكاً ومفاوضاً حاذقاً . فلبي نداء البابا ليقضي على دولة الروم وينشية على انقاضها امبراطورية بندقية غربية . . . . وحين فكر القائمون بهذه الحملة في كيفية الزحف على الاراضي المقدسة ارسلوا وفدا الى البندقية يفاوض في نقل الجنود الى مصر اولا لان مصر 1V0 Dichi, C., Venise, 47-48.