صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/185

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وفر ثيودوروس الاول عند سقوط القسطنطينية في يد الافرنج الى آسية الصغرى . والتجأ اليها عدد من وجهاء الروم من الاوساط العسكرية والمدنية . وجاءها بعض كبار رجال الدين . أما البطريرك المسكوني بوحنا كماتيروس فانه آثر الاقامة في عاصمة البلغار . وأم الاناضول عدد من الوجهاء والأعيان وغيرهم من سائر اقطار دولة الروم . وأحب احد اعيان جزيرة افية بالقرب من الساحل اليوناني الشرقي ان يلتجيء الى نيقية ، فكتب ميخائيل الخونياني رئيس اساقفة آثينة كتاب توصية بهذا الرجل الى نيودوروس الاول . ومن أغرب ما جاء في هذا الكتاب قول متروبوليت آثينة انه اذا حظي هذا الرجل بحابة ثيودوروس . نظر جميع الروم الى ثيودوروس نظرهم الى مخلص د رومانية ، العام . وكانت مهمة ثيودوروس شاقة فان سلطان أيقونية كان يهدده من الشرق والجنوب . وكان امبراطور القسطنطينية يهدده من الغرب . وكانت الفوضى في الداخل أكثر خطراً , وقام اللاتين في السنة ١٢٠٤ نفسها يحاولون الخضاع آسية الصغرى . ونجحوا في اعمالهم التمهيدية نجاحاً كبيراً . وظنوا ان الشعب في آسية الصغرى يؤيدهم كل التأييد". ولكنهم توقفوا فجأة وتراجعوا عندما علموا أن البلغار اسروا امبراطورهم بلدوين في الحرب . تعاون الروم والبلغار : ولم يحسن اللاتين السياسة في البلقان وحقروا البلغار وامبراطورهم وجعلوا هذا يشعر أنه دون امبراطورهم مكانة ومرتبة . وهددوه بالدمار والخراب . وأثاروا عليهم غضب الروم في تراقية ومقدونية فسخروا من عقائدهم وطقوسهم وشعائرهم . فنشأ تعاطف شديد بين الروم والبلغار . ويجوز الافتراض ان البطريرك المسكوني بوحنا كماتيروس الذي Michael Acominatus, Works, II, 276-277. Villehardouin, op. cit., I, 323, ١٨٤