صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/192

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وما ان لمس هذه الحقيقة حتى اتصل برومة معلناً استعداده للعودة الى حضن الكنيسة طالباً ارسال ممثل بابوي الى عاصمته . ومن هذا التفكك بين الحليفين في عمر الامبراطورية اللاتينية فترة أخرى من الزمن . يوحنا الثالث وفريدريك الثاني : ورقي عرش الامبراطورية الغربية في السنة ١٢٢٠ فريدريك الثاني أعظم أباطرة الغرب في العصور الوسطى ، وكان قد نشأ وترعرع في صقلية ، فشب اوسع افقاً وأرحب صدراً من غيره ولاسيما في المسائل الدينية . فكان يجيد الايطالية واليونانية والعربية . وعطف على العلم والعلماء فقصده عدد من علماء العرب واليهود ، وانشأ جامعة نابولي ، وعطف كثيراً على مدرسة الطلب في سالرنو . وكان يتميز بعقل مولد جريء فرأى ان يمارس صلاحياته وسلطته الى اقصى الحدود ، فاصطدم برئاسة الكنيسة التي كانت تعتبر نفسها فوق جميع الملوك والأمراء . ورأى فريدريك الثاني في الامبراطورية اللاتينية مظهرا من مظاهر سلطة البابا وأداة لتوسيع نفوذه في الشرق والغرب معاً ، فقاومها مقاومة شديدة وعطف على مناوئيها ، فأمد ثيودوروس إبيروس وتيسالونيكية بنفوذه وشيء من ماله فوقع بعمله هذا تحت حرم البابا . وكان يوحنا الثالث بإطاجي يرى في حبر رومة غريغوريوس التاسع (۱۲۲۷ – ١٢٤١) عدواً لدولة الروم لانه لم يعترف ببطرير كيـة نيقية ، فأصبح بذلك حجر عثرة في سبيل الوصول الى القسطنطينية . فتفاهم العـاهلان يوحنا وفريدريكوس وتحالفا في أواخر العقد الرابع من القرن الثالث عشر. وحارب الروم في صفوف فريدريكوس في ايطالية . وتوفيت الفسيلة - Hlaillard Breholles, J., Introd, à Hist, Dipl. de Frederic II. Norden, W., Papstlum and Byzanz, 322.