صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/195

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عقيدة ثيودوروس ان العلم والفضيلة لا ينفصلان ، وورث ثيودوروس عن والده داء النقطة فنشأ سقيماً ضعيفاً . وكثرت نوباته بهذا الداء فأثرت في جهازه العصبي ، فلم يكن يقوى دائما على ضبط اعصابه ، فأصبح سريع التهيج متسرعا في احكامه . ولكنه ظل يحسن القيادة والادارة ، فقاد جيوشه الى النصر أكثر من مرة ، ووكل الادارة الى رجال اكفياء ونفذ احكامهم بدون تردد . وأدى هذا الحزم في تنفيذ القانون الى شيء كثير من الامتعاض في الاوساط العالية ولاسيما بين أصحاب الأملاك الكبيرة . فسهل بذلك وصول آل باليولوغوس الى الحكم كما سنرى . وما ان علم ميخائيل الثاني ملك البلغار وصهر نیودوروس زوج اخته بوفاة عمه يوحنا الثالث باطاحبي حتى انقض على مقدونية وتراقية يستعيد ما ضمه يوحنا الثالث إلى ملكه منهما . فعبر ثيودوروس الثاني الى اوروبة في شتاء السنة ١٢٥٥ وطرد البلغار من جميع الاماكن التي كانوا قد احتلوها . وفي ربيع السنة ١٢٥٦ عاد الى اوروبة قاصدا عاصمة البلغار فصمد البلغار في وجهه ، وقبل الطرفان بصلح يعبد الحدود الى ما كانت عليه عند بداية الحرب". . وكان ميخائيل الثاني ديسبوتس إبيروس قد خطب مريم ابنة ثيودوروس لابنه نيقيفوروس . فلما صمد ثيودوروس في وجه البلغار كما ذكرنا آنفاً سعى الديسبوتس لعقد الزواج وأرسل ابنه وخطيبته الى قصر ثيودوروس فاستقبلهما بحفاوة ، وقام هذا الى ثيسالونيكية لبشترك في حفلة الزواج . ولكنه طلب الى زميله ميخائيل والد مهره ان يتخلى بهذه المناسبة عن البانية وصربية وديراترو : مفاتيح الشرق ، وان يسلمها له . فيماول و Dehl, C., Europe Orientale, 171; Bréhier, L., Byzance, 381-3%. Theodori Lascaris Epistube, Festa, 279-282. 198