صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/199

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لا هوادة فيها . وشاهدت عكة في حزيران السنة ١٢٦٨ قتالا شديداً بين الطرفين في شوارعها . وخسرت جنوى موقعة بحرية في نضالها هذا فلجأت الى صورا، وتدخل البابا الكسندروس الرابع ليضع حدا لهذا النزاع وأرسل ممثلا خاصاً الى عكة ( ١٢٥٩) لينقل حكمه في الامر ، ولكن البنادقة فيها لم يقبلوا شيئاً من هذا . فاتصلت جنوى بميخائيل باليولوغوس وعرضت تعاونها في سبيل عودة الروم الى الحكم في القسطنطينية . ولم يكن لدى ميخائيل اسطول كاف يغير به على القسطنطينية بحراً ، فقبل عرض جنوى ووقع في غفية Nymphaeum في الثالث عشر من آذار سنة ١٢٦١ معاهدة هجومية دفاعية ضد البندقية والامبراطور بلدوين الثاني . وقضت شروط هذه المعاهدة بان تضع جنوى اسطولها تحت تصرف الفسيلفس وان يمنحها هو جميع الامتيازات التي كانت البندقية تتمتع بها في القسطنطينية وغيرها من اجزاء دولة الروم). وبعد هذا بوقت قصير أرسل الفيلة القائد الكيوس استراتيغو بولس Strategopoulos على رأس ثماني مئة جندي ليقوم بمناورة على الحدود البلغارية . فلما وصل الى غاليبولي انضم اليه متطوعون كثيرون من الروم وأقنعوه بوجوب القيام إلى ضواحي القسطنطينية مؤكدين له ان حاميتها خرجت لتحارب بعيداً عنها ، فخشي القائد سوء العاقبة . ولكن احد ابناء العاصمة خرج في مساء ذلك اليوم من بيته بسرداب الى خارج السور . فامسكه الروم وفهموا منه حالة العامة ، فادخلوا من السرداب خمسين جنديا ، فتمكن هؤلاء من الاستيلاء على باب من أبواب المدينة . فدخل الجند جميعهم في الخامس والعشرين من نمرز دون مقاومة ونادوا بميخائيل ويوحنا ✔ ۱۹۸ . Gronsset, R., Croisades, III, 534-519. Dolger, F., Regesten, 1887.