صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/218

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقضت مطامع كارلوس في القسطنطينية وتأييد بعض الباباوات له بعدم التفات ميخائيل الى مصير آسية الصغرى فأهمل الدفاع عن حدوده فيها وأني امتيازات فرق الاكارتة Akritai الذين كان قد وكل اليهم السهر عـلى الحدود . فتوغلت جماعات من الاتراك والمغول في أراضي الروم وأقضوا مضجع المزارعين وسكان القرى ، فالتجأ سكان الارياف الى المدن المحصنة وأمست اراضي الروم مقفرة وتعذر بعد هذا الاتصال بامارة طرابزون برا. وحاول ميخائيل في السنة ١٢٦٥ أن يصد هؤلاء فأنفذ بوحنا باليولوغوس على رأس حملة لاقصائهم بالقوة . وعلى الرغم من انتصار بوحنا عليهم فانه اضطر الى ان بشتري سكوتهم ، وفي السنة ١٢٨١ قام اندرونيكوس ابن ميخائيل بقوة عسكرية الى وادي الميندر وكارية ليبعد عنها جماعات الاتراك والمغول ، ففعل ورمم مدينة ترالي Tralles وأطلق عليها اسمه ولكنه لم يحكم تحصينها ولم بمونها بالمياه . فعاد الاتراك فاستولوا عليها . وعلى الرغم من ان اندرونيكوس كان لا يزال في نفية فانه لم يحرك ساكنا لانقاذها ، و قدر لهذه المدينة ، التي دعاها الاتراك آيدين والتي اصبحت مقر امير تركي مستقل ، ان تلعب دوراً هاماً في مقدرات الروم في أواخر ايام حكمهم . وكان العمل الايجابي المفيد الوحيد الذي قام به ميخائيل في آسية الصغرى تفاهمه ويوحنا الثاني كومنينوس فسيلف طرابزون . ففي آخر سنة من حكم ميخائيل الثامن أم يوحنا كومنينوس القسطنطينية وتزوج من اميرة باليولوغية ودخل في تعاون اكيد مع الأسرة القسطنطينية ، ولكن هذا التحالف بين هاتين الدولتين جاء متأخراً لان معظم آسية الصغري كان قد أفلت من يد الروم . فالعنصر التركي كان قد طرد الروم من الارياف وحل محلهم وكان قد استقر في المدن متحضراً بأدب فارسي تركي وفن ساساني بيزنطي . وما بقي من الروم في آسية كان قد انحصر في نقاط معينة على شاطيء الارخبيل وفي . ۲۱۷