صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/251

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عطفاً خاصاً من يوحنا على ابنه عمانوئيل . والواقع الذي لا جدال فيه ان اندرونيكوس لم يخضع لمشيئة ابيه ، بل تآمر وساوه جي على والده ، فتار ثائر مراد وأمر بقلع عيني ابنه كما اوصى بسمل عيني اندرونيكوس . ونفذ كل من السلطان والفسيلفس أمر السهل وفقد ساوه جي بصره ولكن اندرونيكوس لم يفقد سوى عين واحدة . ونفي اندرونيكوس وعائلته الى جزيرة لمنوس . ثم اشتد النزاع بين البندقية وجنوى . فألت الاولى بوجوب السماح لها باحتلال تفيدوس عملا بنص المعاهدة بينها وبين بوحنا ، وقد سبقت الاشارة اليها . فعاونت جنوی اندرونيكوس على الخروج من سجنه من المنوس . فخرج في صيف السنة 1376 وقام الى القسطنطينية فخلع اباء عن العرش وسجنه وأرضي الاتراك بالعودة إلى غاليبولي . وتولى الحكم ثلاث سنوات متتالية 1376 1379 . ثم أفلت بوحنا الخامس من السجن بمعونة البنادقة وقام إلى القسطنطينية فدخلهـا في أول تموز سنة ۱۳۷۹ فخرج اندرونيكوس منها الى غلطة ، ثم ترامي على قدمي والده فعفا عنه ولكنه توفي في السنة ١٣٨٥ . الاتراك اسياد الموقف : وهكذا فإن الاتراك أصبحوا أسياد الموقف في البلقان وامسى الروم في حالة بؤس ويأس . وكتب أحد هؤلاء حوالى السنة ١٣٧٨ يقول : « والكل خارج الأسوار عبيد للاتراك والجميع في داخل المدينة يثنون من البؤس والاضطراب".. وبردت همة المسيحيين في الغرب وحمد نشاطهم فأقبلوا عـلى التفاوض مع الاتراك ولم يعبأوا بتهديد البابا ووعيده". Chatkondyles, L., llist., n. 32; Iorga, N., Usurpation d'Andronic IV, V Rev. llist. S. E. Européen, 1935, 105-107. Cydones, D., Correspondance, n. 26, 61-62. Gibbons, II. A., op. cit., 163-165,