صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/27

وخر ونيقون ملالاس . وجمع هو بنفسه مختارات شائقة من مواعظ يوحنا الذهبي الفم واقواله . وتوفي سمعان في السنة ٩٢٧ وخلفه ابنه بطري الصغير . وتولى الوصاية على الملك الطفل جاورجيوس سرسيول ، فاستغل الروم الموقف فأعادوا امارة الصرب إلى الوجود وشملوها برعايتهم وحمايتهم . وهدد المجر الحد الشمالي ، وشق بعض امراء الاقطاع عصا الطاعة ، فاضطر سرسبول ان۔ يفاوض الروم في الوصول الى سلم دائم . ووقع في السنة ٩٢٧ معاهدة مع رومانوس الاول . واهم شروط هذه المعاهدة ان الروم ابقوا للبلغار كل ما ضمه سمعان حتى جبال الرودوب ، واعترفوا لبطرس بلقب فسيلفس كما أقروا للكنيسة البلغارية كياناً مستقلا استقلالاً محلياً . وأزوجوا بطرس من مريم حفيدة رومانوس الاول ، فأصبح بطرس و ابن الفسيلفس العزيز » وحليفه . ودامت هذه الصداقة طوال عهد بطرس ( ۹۲۷ – ۹۶۸ ) . وعظم شأن الروم في بلغارية واكتسحوا الموقف اكتساحاً . رومانوس الاول والعرب : (۹۲۰ – ٩٤٤) وكان الخلفاء العباسيون لا يزالون مغلوبين على امرهم لقلة طاعة الجنـد، ولشدة نفوذ الخدم ، ولدسائس امهات الامراء ووشاياتهن ومؤامراتهن ، ولشغب الجند على القادة وتنازع هؤلاء السيادة . وكان ان شعر الولاة بضعف الخلفاء ، فانصرفوا الى جمع المال ومبسوا رزق المال عن أصحابه . فعمد الخلفاء الى اغتيال الولاة ، فكثر العصيان ، واضطريت الأحوال ، وفقـد الأمن ، وقامت الثورات ، ولم يتمكن الخلفاء من استغلال ظروف الروم في البلقان في ضد سمعان والبلغاريين - اثناء حردم وقبيل انتهاء الحرب البلغارية أحرز الروم نصراً كبيراً في البحر . - . - Runciman, S., Romanus Lecopenus, 100.