صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/40

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا نيقيفوروس فوقاس، ان الحرب التي كان يخوضها هذا الجيش كانت حرب كمين واستطلاع ومفاجآت والتحامات ، وان ابراج المراقبة كانت تنبيء بالخطر باشارات نارية ، فيهب المشاة الى الممرات يكمنون فيها ، وتنطلق دوريات الفرسان الخفاف حاملة مؤونة يوم واحد من الزاد مخفية سلاحها تستطلع حركات العدو . ويهرع السكان من القرى والدساكر الى القلاع والابراج ، بينا يتجمع الجيش في نقاط معينة استعداداً للعمل . ويستدل من هذه الرسالة ايضاً وغيرها من نوعها ان ترتيبات القيادة كانت كاملة تشمل خطط التجسس والاستطلاع ، ونقل العتاد والمؤن ، وتجمع الوحدات ، وكيفية سيرها . ويدل ما تبقى من الروايات المعاصرة أن تدريب هذا الجيش كان متواصلا غير منقطع ، وان التمريس في القتال كان يشمل جميع ضروب التعب وانواع الضنك والقلة ، وان الاباطرة كانوا يعيرون الجنود نصيباً وافراً من عنايتهم الشخصية فيفيضون عليهم النعم ويغمرونهم بالاحسان ويشملونهم بشتى مظاهر التقدير والاكرام . وكانوا لا ينفكون الاشارة الى الماضي المجيد الحافل بالانتصارات العسكرية والى صيانة الفادي الحبيب الذي لا يغفل ولا بنام . وكان من حسن حظ هذا الجيش ان تولى قيادته عدد متسلسل من كبار الرجال امثال غرغون وفرقاس وسكيليروس وشمشيق . عن وتلخص نقائص هذا الجيش بأن نظام التعبئة فيه كان يربط الجنود بكبار ريال الاقطاع ربطاً وثيقاً يشجع هؤلاء على الانتقاض على السلطة وان المرتزقة كانوا لا يهتمون الا للغنائم". نيقيفوروس فوقاس : ( ٩٦٣ - ٩٦٩ ) وترفي رومانوس الثاني في Vari, Incerti Secriptoris de Re Militari, Leipzig, 1901. Brétier, L, Inst. de l'Emp. Byz., 3GG-382. ۳۹