صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/43

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

هذه مستعجلا الى القسطنطينية لينظر في قضية بلغارية . وفي خريف السنة 968 عاد الى الفتح فحاصر ابن سيف الدولة في حلب وأزال النجدة التي جاء بها قرغويه من مصر . وبدلا من ان يحاصر حلب قام بجيشه الى حمص فدخلها ثم انحدر منها الى عرقة فطرطوس فجبلة ، وأبقى في جميع المدن حاميات من الروم . ثم ظهر أمام أنطاكية يشدد الحصار عليها بامرة ميخائيل بورجس البطريق ويرمم قلعة بغراس في طريق انطاكية الاسكندرونه . وأقام ابن اخيه بطرس فوقاس قائداً عاماً وأوصاه بوجوب انتظاره وعدم اقتحام انطاكية قبل عودته . وقام الى القسطنطينية فدخلها بموكب نصر عظيم في مطلع السنة 969. وفي اثناء غيابه اتصل نصاری انطاكية بقيادة الروم مؤكدين وقوع الفوضى في صفوف المسلمين . فاندفع بورجس البطريق وقام ببعض رجاله فتسلق الأسوار ودخل بعض الابراج وكاد يموت موتاً لولا وصول لاوون واسعافه . وسقطت انطاكية بيـد الروم في الثامن والعشرين من تشرين الأول بعد ان بقيت اسلامية عربية ثلاثة قرون ونيفاً. واغتاظ نيقيفوروس وأقال بورجس من منصبه . واشتد حماس الجند وألحوا بوجوب اقتحام حلب ، وفعلوا . فسقطت المدينة في يدهم في كانون الأول من السنة 969 ، ووقع صاحبها فرغويه معاهدة مع الروم اعترف فيها بسيادتهم وحمايتهم . واعترف الروم بولايته على حلب وولاية بكجور بعده على ان يعينوا اميراً عليها من يرونه لاثقاً من ابناء حلب بعدهما . ومن شروط هذه المعاهدة ايضا ان يقيم في حلب ممثل رسمي للفسيلفس ، وان يدفع الحلبيون دينارا عن كل ذكر في كل سنة ، وان يمتنعوا عن جباية الجزية من النصاري ، وان يؤمنوا طرق التجارة ، وان تشرف لجنة من الروم والحلبيين على جباية الكمارك . . . ا مال الدين ابن السعيد ، الزبدة ، مجموعة كنار ، ص ٤١٩ - ٠٣٢٤ Schlumberger, G., Nicéphore, op, cit., 730-733; Canard, M., Dyn, Hamd., 831-838.