صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/50

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وتضرعاً . وتقبل هنالك دخول القدس والرملة وعكة في الطاعة وارسل اليها قادة عسكريين يقيمون فيها . ولما كانت قوات الفاطميين قد التجأت الى مدن الساحل فانه رأى أن الحكمة العسكرية تقضي بالاتجاه نحو الساحل قبل التوغل في الجنوب . فاحتل صيدا وبيروت وجبيل وعاد الى انطاكية متأثراً من مرض الم به ، ومنها قام الى القسطنطينية . وما نقله المعاصرون انه في اثناء عودته الى العاصمة شاهد أراضي فسيحة جميلة خصبة ، فسأل عن مالكها فقيل له انها تخص رئيس الحصيات باسيليوس المقدم بين الوزراء. فاستعظم يوحنا هذا الأمر نظراً لاحتياج الدولة وشقاء رؤسائها في سبيل الفتوحات . وبلغ هذا باسيليوس نفسه فخـاف فدس سماً خفيفاً للفسيلفس فقتله في مدة لا تبلغ السنة ، فمات في الثامن عشر من كانون الأول سنة ٢٩٧٦. باسيليوس الثاني : ( ٩٧٦ – ١٠٢٥ ) وكان باسيليوس واخوه قسطنطين شريكا يوحنا جيمسكي قد بلغا من الرشد او ما يقرب منهـا. وكانا يهابان الخصي باسيليوس لانه كان قد تولى تربيتها . وحدثته نفسه بالملك ، فأرجع أم الفسيلفسين نيوفانو . ثم عزل القائد الاعلى برداس اسكليروس وعينه في وظيفة ثانوية في قيادة جيش الجزيرة . فذهب برداس جيشاً وانحد اعداء باسيليوس الخصي . فكانت بينه وبين جيوش العاصمة مواقع هائلة وحروب شديدة دامت اربع سنوات . ولجأ برداس الى بغداد وطلب معونة الخليفة العباسي الطائع ( ۹۷٤ – ۹۹۱ ) . وكان باسيليوس الفسيلفس الشاب يحضر جلسات المجالس كلها ويتتبع الحوادث ويدرسها . فليس الخراب الذي حل بالدولة من سوء إدارة الخصي Du Laurier, E., Chronique de Matthien d'Edesse, Bibliothèque, Hist, Arménienne, 16-24; Georges Hamartotns, Coutinutor, 865. Schlumberger. G., op. cit., 308-315.