صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/55

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حروب باسيليوس وفتوحاته : وكان باسيليوس اعظم قوة وأطول باعاً في الحرب من أسلافه . فانه تمكن بجده وسعيه ومقدرته في الادارة والحرب من تجييش عدد من الرجال أكبر بكثير من اي عدد جنده أسلافه . وحارب في وقت واحد في جبهات اربع : في الجنوب والشمال وفي ايطالية والقوقاس . وكانت مشكلة بلغارية لا تزال عقدة العند . فان انتصار يوحنا جيمسكي لم يكن كاملا . ولم يتمكن هذا الفسيلفس من تدويخ جميع البلغاريين . ولم يضم الى ملكه سوى بلغارية الشرقية ، وبقي عدد من كبار رجال الاقطاع البلغاريين خارجين عن سلطته . وما ان زال البيت المالك القديم حتى شق صموئيل احد هؤلاء طريقه الى الملك ونظم بلغارية" غربية جديدة وحكمها من قلعته في أوخريدة في تلال مقدونية . ولم يحاول صموئيل باديء ذي بدء ان يكتسح بلغارية الشرقية ولكنه اتجه جنوباً فانقض" على بلاد اليونان . واحتل لاريسة سنة 986 ووصل الى برزخ كورينتوس . فأعد باسيليوس الثاني حملة وأغار على املاك صموئيل . فارند هذا عن اليونان وأنزل بخصمه الفسيلفس عزيمة شنعاء امام صوفية في السابع عشر من آب من هذه السنة . واضطر باسيليوس ان يواجه ثورة البرداسين كما سبق وأشرنا . . وكان سعد الدولة الحمداني قد دخل حلب واستولى عليها ، فحاول مرارة ان يتملص من الاناوة التي كان بفجور قد قبل بدفعها إلى الروم. فادي هذا الى انفاذ حملات ثلاث على حلب بقيادة برداس فوقاس في السنوات ۹۸۱ و ۹۸۳ و٩٨٦. وأضطر سعد الدولة ان يستنجد العزيز الفاطمي ، فنشب خصام بين الروم والفاطميين . ولما كان باسيليوس منهمكاً في القضاء على ثورة البرداسين اضطر بدوره في اواخر السنة 987 الى ان يصالح العزيز بمعاهدة كان من شروطها ان يذكر اسم العزيز في خطبة ٥٤