صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/83

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

نحو السماء فيختفي . واذا قضت الظروف بان يستقبل الفسيلفس في باسيليكة المنبورة جلس على عرشه الذهبي صامتاً مسبل الجفنين . فاذا ما رغب في شيء رفع جفنيه ونظر الى رئيس الحصيان ، فتصدر أشارة عن هذا فيتم تنفيذ الامر الصادر دون كلام . وتنتهي المقابلة عندما يرسم الفسيلفي شارة الصليب فيخرج الزائرون متراجعين خاشعين . وقضت نيابة المسيح على الفسيلفي بان يشترك مع البطريرك في ممارسة بعض الطقوس الدينية . فيخرج الانسان الى الشوارع بسحابة من البخور ومركب كبير . ويركب البطريرك حماراً أبيض ويمتطي الفسيلفس جواداً عربياً ، فيزوران في كل يوم جمعة كنيسة السيدة حامية العاصمة . وفي يوم الخميس الكبير يتفقدان العجزة في المآوي فيغسل الفسيلفس ارجل هؤلاء ويقبلها مذكراً بعمل السيد قبـل الصلب . . وبما جاء في كتاب الأعلاق النفيسة لابن رسته (۹۰۳) انه اذا خرج الفسيلةس الى كنيسة الحكمة الالهية مشى امامه و اثنـا عشر » بطريقاً وحمل هو بيده حقاً من ذهب فيه تراب . فاذا مشى خطوتين وقف ونظر إلى التراب وقبله وبكى ، وما يزال يسير كذلك حتى ينتهي الى باب الكنيسة، فيقدم رجل شيخ طشتا وابريقاً من ذهب . فيغسل الفسيلفس بده ويقول لوزيره : اني بريء من دماء الناس كلهم . ويخلع ثيابه التي عليه على وزيره ويأخذ دواة بيلاطس ويجعلها في رقبة الوزير ويقول له: دن بالحق كما دات بيلاطس۲۔ واذا دخل الفسيلفس الكنيسة ليصلي استوى على عرش خاص وأعتبر مسوحاً من الله لينوب عن المسيح في الأرض. واستحق التناول بيده من المائدة ابن رسته ، ص ۱۲۳ – ١٢٦ - ۸۲ . Gnerdan, R., op. cit., 4.7.