صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/84

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المقدسة ، ولكنه لم يرئس الكنيسة كما توهم البعض . وكان على الفسيلفس ان يراعي هذا التقليد في حياته الخاصة ايضاً . . فكان كلما انتهى من الطعام كسر الخبز وشرب الخمر . واذا ما جلس الى المائدة ، جلس حواليه اثنا عشر شخصاً . وعند كثرة الضيوف كانت تقام اثنتا عشرة مائدة . وفي ليلة عيد الميلاد ، كان عليه أن يدعو أفقر الفقراء المتناول الطعام معه ، فالكل اخوان في المسيح . وكان يضي. غرفة نومه صليب" أخضر وعدد من الكواكب . وكان يطل عليه من فسيفـاء الجدران باسيليوس الاول المقدوني وعائلته وفي ابديهم الاناجيل ! ولما كان الفسيلفس نائب المسيح على الارض كانت أرادته مطلقـة وكان الشعب عباده . وكان هو مصدر جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية . فهو يعين الوزراء ويعزلهم ، ويسن الشرائع ويلغيها ، ويوافق على انتخاب البطريرك المسكوني ويعزله اذا شاء . وكانت سلطنه بطبيعة الحال مسكونية تشمل العالم باسره فلا تقف عند حد من الحدود ولا يعترض عليها معترض . وأصبح البطريرك المجالس الى يمينه الثاني بعده في الدولة بطريركا مسكونياً ايضاً له حق التقدم على سائر البطاركة بعد بطريرك رومة . وضاقت لا بل تضاءات صلاحيات مجلس الشيوخ مصدر السلطة في رومة القديمة ، فأضحى في هذين القرنين متفرجاً يشاهد الحوادث الجسام دون ان يشترك فيها . وأمسى الشعب بعيداً عن المشاورة ، وبات الزرق والخضر في جملة المتفرجين لا مجالس لهم ولا صلاحيـات . واستبدلوا اهازیج القتال بتراتيل الصلاة ، يأتمرون بإشارة الموسيقار بدلاً من سيف القائد المغوار . البطريرك المسكوني : وجارت الكنيسة الدولة في نظمها واحكامها ، فكانت كنيسة واحدة جامعة كما كانت الامبراطورية واحدة جامعة . ۸۳