صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/91

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وساوت نصرانية الدولة بين الرجل والمرأة فكان للنساء شأن كبير في الحياة الاجتماعية ولاسيا بعد الزواج . وشاطرن ازواجهن السلطة في كثير من الاحيان . ولم يتناول الطعام ذيجانس اسكريتاس قبل حضور والدته . وقاسى تورمارخوس بزية نقداً شديداً وأعتبر مسيحياً مقصراً لانه حبس زوجته في يخدر الحريم يوم الاستقبال ، وتكنى الأولاد في بعض الاحيان بامهاتهم فعائلة دلسانة تحدرت من اب اسمه شارون . ولكن والدتهم جنة دلسانة فاقت زوجها شهرة واحتراماً . ومن هنـا هذه الصعوبة التي يعانيها العلماء عندما يعنون بالانساب البيزنطية ، وقضى العرف بان ينظــاهر الوالد بمشاركة الام بارجاع الولادة ان هو رغب في أن بسيطر على المولود فيما بعد ! واهم من هذا وذاك في التدليل على تحرر المرأة عند الروم حقوق الفيلسة زوجة الفسيلفي . فانها شاركت زوجها حق السيادة والسلطة ونيابة المسيح على الأرض ، وسبقته إلى تقبل طاعة الشعب وولائه . فالسجود وتعفير الرؤوس بالتراب وتقديم الاعلام كانت لها وحدها قبل ان تكون للفسيلفي . وكان الشعب لدى خروجها من الكنيسة يهتف لها وحدها : « أهلا بالأوغسطة المنتقاة من الله ، اهلا بالاوغسطة المحمية من « الله ، اهلا بلابسة الارجوان ، اهلا بمحبوبة الكل . . وقضى العرف بان تشترك في جميع المآدب وجميع الحفلات في القصر ، وان تطل على الشعب في الحفلات العمومية وكانت لها موازنة خاصة تتصرف بها كيف تشاء ودون استئذان الفسيلفس . ومما يروى من هذا القبيل ان ثيوفيلوس الفسيلفي رأى يوماً من نافذة القصر مر نافذة القصر مركباً تجارياً فخماً يدخل الميناء . فهب لساعته الى المرفأ ليتفرج على السفينة . ولدى وصوله اليها سأل عن صاحبها فقيل له . Guerdan, R., op. cil, 23.