صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/92

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الفسيلة ! وكانت هذه السفينة محملة بضائع ثمينة استقدمتها الفسيلة للاتجار بها . وأبهج وأغرب وأدل على مكانة الفسيلسة وحريتها واستقلالها ان نیودورة زوجه يوستنيانوس الكبير كانت تميل الى القول بالطبيعـة الواحدة فأجلست على كرسي القسطنطينية التيميوس الشهير. ثم قضت الظروف السياسية بعزله ونفيه فاختفى . وبعد التفتيش الدقيق عنه ظن انه توفي . وبعد اثنتي عشرة سنة توفيت ثيودورة . ودخل بوستنيانوس الى خدرها فالتقى البطريرك المعزول في خدر زوجته حيا صحيحاً. وتوفي زينون الفسيلفس ، فلم تبكه أرملته في خدرها بل انتقلت فورا الى القصر ثم الى الهيبودروم وقامت تخطب في الشعب . فقالت ان مجلس الشيوخ والمجلس الملكي الاعلى سيجتمعان برئاستها للنظر في الولاية وسيتعاونان مع الجيش لانتقاء خلف صالح . ثم عادت إلى الخطابة فقالت انها ستعنى هي بذلك ! فهتف الشعب موافقاً مؤكداً انها هي صاحبة السيادة والامبراطورية). والواقع هو ان هذه الديموقراطية البيزنطية لم تكن في أي وقت من الاوقات وليدة نضح سياسي او فلسفي ، ولكنها تأتت بطبيعة الحال عن تقبل الانجيل واتخاذه دستوراً للدولة . فالدافع نفسه الذي جعل من الفسيلةس نائبا للمسيح على الأرض أدى الى السعي لجعل المجتمع الارضي ماثلا يقدر المستطاع للمجتمع الرباني ، ومن هنا ايضاً هذه القوة في العقوبات : في قطع يدي التاجر المزوتر ، وزج الخباز الذي تقاضي أكثر مما سمح به القانون في الفرن نفسه الذي كان يخبز فيه عجينه ، وحرق المدير ما في الهيبودروم ، فالقانون الهي في مصدره والخروج عليـه المرتشي خطيئة تستوجب نار جهنم ! Guerdan, R, op. cit., 27-28. Bury, J. B., Later Rom. Emp., 1, 429-432.