صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/93

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الدولة ومن لا يدينون بالنصرانية : وهؤلاء واحد من اثنين اما

يهودي يصر على نهوده فيستحق الاذلال والتضييق أو غير يهودي يجب اجتذابه وهديه ، وكان اليهود قلة لا يتجاوز عددهم الخمسة عشر الفأ . ولم يكونوا من طبقة الاغنياء . ولكنهم كانوا مصرين على تهودهم مستمسكين به . فاعتبرهم الروم أحفاد اولئك الذين صلبوا السيد واضطهدوا الرسل والآباء والشهداء ، فحجبوا عنهم الثقة وانزلوا بهم الوانا من الذل والهوان . فلم تسمع لهم دعوى او شهادة على مسيحي ، ولم يقبلوا في وظائف الدولة . وحرم عليهم الاتجار بالرقيق ، وتلك الأراضي المقدسة ، ودخول الحمامات العمومية . ووجبت عليهم ضريبة خاصة دفعوها صاغرين , وحرم عـلى اطبائهم ركوب الخيل وختن الاطفال النصاري ، واستحقوا الموت ان فعلوا . ومن تنصر منهم ثم ارتد ارتكب جرماً كبيراً. واما التجار والأسرى من المسلمين المقيمين في هذه الدولة المسيحية فانهم كانوا امراراً طلقاء يتمتعون بقسط وافر من الحقوق المدنية والاجتماعية . وكان لهم في عاصمة الدولة مسجد يقيمون فيه الصلاة كأنهم في بلادهم . وكان سفل الروم الشاغل اقناع هؤلاء بتقبل الدين المسيحي . فالسلطات صارحت امير اقريطش الاسير انه اذا تنصر أصبح فور تنصره عضواً في مجلس الشيوخ . ولكنه لم يفعل ، وقبل ابنه النصرانية فرقي المراتب العسكرية بسرعـة وقاد الروم الى النصر أكثر من مرة . . . الادارة : وبقيت الادارة المركزية رومانية لاتينية في جوهرها والقابها حتى نهاية القرن السادس . فكان يحيط بالامبراطور الشرقي عدد قليل من كبار الموظفين يحملون القاب الرومانيين القدماء . ثم تمشرقت الدولة فكثرت الوظائف وكثر عدد الكبار في الدولة وقلت صلاحياتهم 29.31. Guerdan, R., op. cit.,