صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/96

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ارضه واذا اضطر ابتاع ضمير القاضي . وقد تمحل المواسم فيدس هذا الطامع الكبير علاءه بين جيرانه الفقراء يزينون لهم بيع املاكهم ، فيبيعونها بابخس الاثمان ، وقد يشرف فقير ضعيف على الموت ولا وريث له ، فيطل عليه احد اخصاء جاره الكبير يسأل عنه ويقدم له المدونة والهدايا ثم ينصح له أن يتبنى جاره الفني العظيم . فتأخذ الفقير العاطفة وتعتريه موجة من الكبرياء فيرضي . وقد يلجأ الكبير القوي الى الاحتيال ، فيحيط هذا المريض المحتضر برجاله فيشهدون لدى وفسانه بانه أوصى بممتلكاته الى جاره الكبير . وكان القانون البيزنطي يجيز الوصية أمام شهود ثلاثة . وقد يستهوي الكبير الطامع جابي الضرائب فينقده شيئا . من النقد ليتطلب من فريسة أخرى أكثر بكثير مما يجب فيقضي على معنويات هذا المزارع الفقير ويمهد الطريق لجاره الغني القوي كي يستولي على املاكه . ولا نجد كبار الرهبان أقل جشعاً من هؤلاء المزارعين الاقوياء . فانهم رغبوا في الدنيا بقدر ما كان يجب عليهم ان يزهدوا فيها . وتعدوا على حقوق الجيران الفقراء فوسعوا حدود الاوقاف على حسابهم واستولوا في بعض الأحيان على المواشي وعلى الجميل والجمال . وعاشوا عيشة هناء ورخاء . ودعوا لرهبانياتهم فتزايد عدد الرهبان تزايداً مخيفاً . فافرغوا الحقول من اليد العاملة وقطعوا عن صندوق الخزينة العامة دخلا كبيراً . وتضاءلت الطبقة المتوسطة في الارياف ، وازداد الاقرباء قوة والضعفـاء ضعفاً ، وقلت الثقة بالحكومة , وافظع ما هنالك ان نجاح الاقوياء في ابتلاع الضعفاء المدنيين شجع أولئك على مد الايدي الى مزارع العسكريين الذين كانوا قد أقطعوا الاراضي ليعيشوا منها ويتسلحوا بمدخولها . . . وهبت الحكومة المركزية تعالج هذه المشكلات ، فمنعت الكبار بادىء ذي بدء من الاستفادة من ديون هي موضع جدل وخصام بينهم وبين الصغار . ومنعت هؤلاء عن وضع شعائر الكبار على أبواب بيوتهم ما دامت 90