صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/110

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

AA الجزء الأول البعض أهل التمرس -

وو

بين الاسكندر مدينة قها 6 البلية أن يكون الرأي بين من يملك دون من بصره. وكان بعض أهل التمرس يقول لأصحابه : شاوروا في حربكم الشجعان من أولى العزم ، والجبناء من أولى الحزم ؛ فإن الجبان لا يألو برأيه ما يقي هجكم ، والشجاع لا يعدو ما يشد نصر تكم، ثم خلصوا من بين الرأيين نتيجة تحمل عنكم دورة الجبان الشجعان ، فتكون أنفذ من السهم الزاج، والحسام الواج. وكان الإسكندر لا يدخل مدينة إلا هدمها وقتل أهلها ، حتى مر بمدينة كان مؤدبه فيها : خرج إليه ، فألطف الإسكندر وأعظمه . فقال له : أصلح الله الملك ، إن أحق من زين لك أمرك ، وأعانك على كل ماهو يت ا ، وإن أهل هذه المدينة قد طمعوا فيك لمكاني منك ، فأحب أن تشفعني فيهم ، وألا تخالفتي في كل ما سألتك لهم ، فأعطاه من العهود والمواثيق على ذلك ما لا يقدر على الرجوع ۱۰ عنه . فلما توثق منه قال : فإن حاجتي إليك أن تهدمها وتقتل أهلها . قال : ليس إلى ذلك سبيل ، ولا بد من مخالفتك. فقال له : ارحل عنا . قيل : صالح سعيد بن العاص حصنا من حصون فارس على ألا يقتل منهم رجلا واحد ، فقتلهم كلهم إلا رجلا واحدا . انا بال ابن الكلبي قال : لما فتح عمرو بن العاص قيسارية مسار حتى نزل غزة ، فبعث إليه علجها : أن أبعث إلى رجلا من أصحابك أكلمه . ففكر عمرو وقال : ماهذا أحد غيري . قال : خرج حتى دخل على العلي فكلمه فسمع كلاما لم يسمع قل مثله . فقال العلج : حدثی : هل في أحجابك أحد مثلك ؟ قال لا تسأل عن هذا ، إني همين عليهم إذ بعثوا بي إليك و ترضوني لماعز ضو في له ، ولا يدرون ما تصنع في . قال : وأمر له بجائزة وكسوة، وبعث إلى البواب : إذا مر بك فأضرب عټه وخذ ما معه . خرج من عنده في برجل من نصاری غان فعرفه ؛ فقال : يا عمرو قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج . فطن عمرو لما أراده ، فرجع . فقال له الملك مارك إلينا ؟ قال : نظارت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك يسع بی غمی ، فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطية ، فيكون معروفك عند عشرة خيرا من أن سعيد بن العاص 10 عمرو بن العاص و علم قيسارية