صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/115

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد ۹۳ (۱) o ۱۰ أسأل الله ذلك لنا ولكم ، ورفق بالمسلمين في مسيرهم ، ولا تجشمهم مسيراتهم ، ولا تقصر بهم عن منزل يرفق بهم ، حتى يبلغوا عدوهم والسفر لم ينقص قوتهم ، فإنهم سائرون إلى عدو مقيم حامى الأنفس والكراع . وأقم بمن معك في كل جمعة يوما وليلة ، حتى تكون لهم راحة يحمون فيها أنفسهم ، ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم . وع منازلهم عن قرى أهل الصلح والذمة ، فلا يدخلها من أصحابك إلا الا انا من تثق بدينه . ولا يأ أحدا من أهلها شيئا : فإن لهم حرمة وذمة ابتليتم بالوفاء بها كما ابتلوا بالصبر عليها ، فاصبروا لكم فتولوهم خيرا ، ولا تستبصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح. وإذا وطئت أدنى أرض العدو فأذك العيون بينك وبينهم ؛ ولا يخف عليك أمرهم ولكن عندك من العرب أو من أهل الأرض من تطمئن إلى نصحه وصدقه ، فإن الكذوب لا ينفعك خبره وإن صدقك في بعضه، والغاش عين عليك وليس عينا لك. وليكن منك عند دنوك من أرض العدو أن تكثر الطلائع و بين السرايا بينك وبينهم . فتقطع السرايا أمدادهم ومرافقهم ، وتتبع الطلائع عوراتهم . وانتق للطلائع أهل الرأي والبأس من أصحابك ، وتخير لهم سوابق الخيل ؛ فإن لقوا عدوا كان أول ما تلقاه القوة من رأيك . واجعل أمر المرايا إلى أهل الجهاد والصبر على الجلاد ، ولا تخص بها أحدا به وی ، فيضيع من رأيك وأمرك أكثر ما حابيت به أهل خاصتك . ولا تبعثن طليعة ولا مرية في وجه تتخوف فيه غلية أو ضيعة و نكاية ؛ فإذا عاينت العدو فاضم إليك أقاصيك وطلائعك وسراياك ، واجمع إليك مكيدتك وقوتك ، ثم لا تعاجلهم المتاجرة ، ما لم يستكرهك قتال ، حتى تبصر عورة عدوك ومقاتله ، ۲۰ وتعرف الأرض كلها معرفة أهلها ، فتصنع بعدوك كصنعه بك، ثم أذك أحراك على عسكرك، وتحفظ من البيات جهدك . ولا تؤتى بأسير ليس له عهد إلا ضربت عنقه ، لترهب بذلك عدو الله وعدوك. والله ولى أمرك ومن معك ، وولى النصر لكم على عدوكم ، والله المستعان . (1) الكراع : الخيل .