صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/14

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(ح)
التعريف بالكتاب ومؤلفه

القرن الثالث ، فلا يمكن مع هذا أن يكون على أبي على جديدا على أهل الأندلس في أواسط القرن الرابع ، وأن يكون نواة وقدوة ومنشئ مدرستي تخرج عليها مثل ابن عبد ربه مؤلف العقد

ويتحدث ابن عبد ربه في مقدمته عن « تأليف الاختيار وحسن الاختصار ، فأى معنی لما يذكر من حسن الاختصار ، في هذا المقام و أثرا، یعنى حسن الاختصار في المجموع ، ؟ أو في كل خبر على حدته ؟ أعني : هل كان ابن عبد ربه روى الخير بحروفه كما سمعه أو قرأه من غير اختصار فيه وإنما كان يختصر في جملة ما يروى من الأخبار بحيث لا يثبت منها إلا ما تدعو الحاجة إليه ؟ أو كان يختصر الخير نفسه فيحذف من حروفه ما يحذف وينقص ما ينقص ذهاب إلى الاقتصاد في التعبير عن المعنى الذي ينقله ؟...

أقول : هذا کتاب العقد بين أيدينا ، وقد نظرت فيه طويلا ، و عاودت النظر مرات فيدا لي من طول المراجعة أمر لابد من التنبيه إليه : ذلك أن بعض دواعی ابن عبد ربه في تبويب كتابه ، كانت تقتضيه أن يثبت الخبر مرات في أبواب متفرقة ، لصلاحيته للدلالة في أكثر من موضوع واحد ؛ فاذا أنت حققت النظر في هذه الأخبار الكرة فقل أن تجد منها خبر آ مروا في موضعين بحروفه على وجه واحد ، فثمة الحذف والزيادة والإبدال وليس هناك من سبب - في انری - لهذا الاختلاف في رواية خير واحد في كتاب واحد المؤلف واحد ، إلا أن يكون المؤلف لك من حرية التصرف في رواية هذه الأخبار ما يسمح له أن يرويها بلغته ، ويؤديها على الوجه البياني الذي يراه ، فهو روها بالحذف والاختصار حينا ، وبالبسط والزيادة حينا آخر ؛ ... فهل كان ذلك بعض ما يعنيه ابن عبد ربه به « حسن الاختصار »:...

.... ولقد يكون هذا الخلاف في رواية خبر واحد نتيجة لازمة لاختلاف الرواة الذين ينقل عنهم ، أو نتيجة لازمة لاختلاف الكتب التي ينظر فيها و يقتبس منها ، ولكن كيف يكون التعليل حين يكون راوی الخبر في الموضعين واحدة ، والكتاب المنقول عنه