صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/15

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(ط)
التعريف بالكتاب ومؤلفه

واحدة كذلك؟...

أظن أنه يحق لى بازاء مثل ذلك أن أزعم بأن ابن عبد ربه لم يكن ينظر إلى شروط الرواية تلك النظرة المتحرجة التي تفرض على مثله في هذا المقام أن يلزم جانب الحرص في المحافظة على تص ما يرويه بحروفه ، وأنه كان يجيز لنفسه أن يتصرف في رواية بعض الأخبار تصرف يؤدى بها معناها دون حروفها ، وأحب ذلك يصلح تعليلا لانفراد ابن عبد ربه في بعض ما ورد في كتابه من نصوص تخالف ما أجمع عليه رواتها في مختلف كتب الأخبار والنوادر ، وأحسبه كذلك سية في التزمه صاحب العقد ونبه إليه في مقدمته وهو حذف الأسانيد فيها روی من أخباره .

فاذا صح ذلك ، كان العقد إلى جانب ماقدمنا من التعريف بمزاياه ، مرجعا لغويا يمكن الاستناد إليه في شيء من التطورات اللغوية لبعض معاني العربية بين الشرق والغرب .

أن بعض هذا الاختلاف في رواية بعض الأخبار قد يكون مرجعه رواة الكتاب نفيه وكتبه وناخه ، ولكن ذلك إذا صح في قليلها لايصح في ساترها ؛ وقد نبهنا في هامش هذه الطبعة إلى كثير من أنواع هذا الاختلاف ، فليرجع إليها من شاء للنظر والاستدلال .

***

}

بقي أن نسأل : لماذا قصر ابن عبد ربه كتابه على أخبار المشارقة وهو من هو علما وتحصلا ومعرفة بآداب قومه ، وقرطبة هي ماهي في ذلك العصر الزاهر في الأدب و العلم والفن والسياسة ؟...

تعليل ذلك سهل میسور لمن يعرف تاريخ ذلك العصر في قرطبة و بغداد حاضرني البلاد العربية في الغرب والشرق.

لقد كان فرار عبد الرحمن الداخل این معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان إلى الأندلس بعد سقوط الدولة الأموية في المشرق ، محاولة جريئة لإقامة حكومة أموية في المغرب بازاء الحكومة العباسية في بغداد ؛ ولقد حالف النوفيق عبد الرحمن الداخل فتم له