صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/152

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۳۰ الجزء الأول 4 & وأعلمهم أن أقال عثرتهم ، واغتفر لهم ، واحتمل دالتهم ؛ تطولا بالفضل ، واتساعا بالعفو ، وأخذا بالحجة ، ورفقا بالسياسة ؛ ولذلك لم يزل من له الله أعباء الخلافة ، وولده أمور الرعية ، رفيقا مدار سلطانه ، بصيرا بأهل زمانه ، باسطا للمعدلة في رعيته ؛ تسكن إلى كنفه ، وتأنس بعفوه ، وتثق بحله ؛ فإذا وقعت الأقضية اللازمة ، والحقوق الواجبة ، فليس عنده هوادة ولا إغتنا ولا مداهنة : أثرة للحق ، وقياما بالعدل ، وأخذ بالحزم . فدعا أهل خراسان الاغترار بحلبه ، والثقة بعفوه ، أن كسروا الخراج ، وطردوا العمال ، وسألوا ما ليس لهم من الحق ؛ ثم خلطوا احتجاجا باعتذار ، وخصومة بإقرار ، وتنصلا باعتلال . فلما انتهى ذلك إلى المهدي ، خرج إلى مجلس خنه ، وبعث إلى نفر من أمته ووزرائه الحال ، واستنصحهم للرعية ؛ ثم أمر الموالي بالابتداء ؛ وقال العباس بن محمد : أي عم، تعقب قولنا ، وكن حكما بيننا . وأرسل إلى ولديه موسى وهارون فأحضرهما الأمر ، وشاركهما في الرأي . وأمر مند بن الليث يحفظ مراجعتهم وإثبات مقالتهم في كتاب فقال سلام صاحب دار المظالم : أيها المهدي ، إن في كل أمر غاية ، ولكل قوم صناعة ، استفرغت رأيهم . واستغرقت أشغالهم ، واستنفدت أعمارهم ،و ۱۰ وذهبوابها وذهبت بهم ، وعرفوا بها وعرفت بهم ؛ ولهذه الأمور التي جعلتنا فيها غاية وطلبت معونتنا عليها : أقوام من أبناء الحرب ، وساسة الأمور ، وقادة الجنود ، وفرسان الزاهز ، وإخوان التجارب ، وأبطال الوقائع ، الذين رشحهم سالها ، وفاتهم خلالها ، وتتهم شدائها ، و قرمتهم نواجذها ؛ فلو تمت ما قالهم ، وكشفت ماعندهم ، لوجدت نظائر تؤيد أمرك ، وتجارب توافق نظرك ، وأحاديث تقوی قلبك . فأما نحن معاشر عالك ، وأصحاب دواوينك ، فن بنا وكتير منا أن نقوم بثل ما انا من عملك ، واستودعتنا من أمانتك ، وش أتنا به من إيضاء عدلك وإنفاذ حكمك ، وإظهار حقك فأجابه المهدي : إن في كل قوم حكمة ، ولكل زمان سياسة ، وفي كل حال و۱ ۳۰