صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/153

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد ۱۳۱ فوری تدبير بطل الآخر الأول ، ونحن أعلم بزماننا و تدبر سلطاننا قال : نعم أيها المهدي ، أنت متسع الرأي ، وثيق المعتمدة قوى المية ، الفطنة ، معصوم النية ، محتضرر الزوية ، مؤيد البديهة ، مرفق العزيمة ، معان بالظفر ، مهدي إلى الخير : إن هم مدت فيفي عزمك مواقع الظن ، وإن أجمدت صدع ملتبس الشك ، فاعزم يهد الله إلى الصواب قلبك ، ولن ينطلق الله بالحق لسانك ، فإن جنودك جمة ، وخزائيك عامرة ، ونمسك سخية ، وأمرك نافذ.. فأجابه المهدي : إن المشاورة والمناظرة بابا رحمت و رفاحا بركة ، لا الك عليهما رأي ، ولا يتفيل معهما حزم ؛ فأشيروا رأيكم ، وقولوا بما يخركم ؛ فإني من ورائكم ، و توفيق الله من وراء ذلك . قال الربيع : أيها المهدى ، إن تصرار پن و جره الرأي كثيرة ، وإن الإشارة بعض معاريض القول يسيرة؛ ولكن خراسان أرض بعيدة الممات، متراخية الشقة ، متفاوتة الا ، فإذا ارتأيت من محكم التدبير ، ومبرم التقدير ولباب الصواب . رأيا قد أحكمه نظرك ، وإليه تدبيرك ، فليس وراءه مذهب الحجة مطاعن ، ولا دونه متعلق لخصومة عائب ، ثم تمت البرد به ، وانطوت الرسل عليه . كان بالخرى ألا يصل إليهم مخه إلا وقد حدث منهم ما ينقضه ؛ فما أيسر أن ترجع إليك الرسل وترد عليك الكتب بحقائق أخبارهم ، وشر ارد آثارهم ، ومصادر أمورهم ؛ فتحدث رأيا غيره ، وتبتدع تدبیر سواه ، وقد انفرجت الحلق ، وتحلت العقد، وتسترخي الحماب ، وامتد الزمان . ثم لعلها موقع الآخرة كمصدر الأولى . ولكن الرأى لك أيها المهدي وفقك الله ، أن تصرف إجالة النظر ، و تقليب الفكر فيما جمعتنا له واستشرتنا فيه من التدبير الحربهم والحيل في أمرهم ، إلى الطلب الرجل ذي دين فاضل ، وعقل كامل و ورع واسع ، ليس موصوفا بهوى في سواك ، ولا مهما في أثرة عليك ولا ظنينا على دخلة مكروهة ، ولا منسوبا إلى بدعة محذورة ، فيقدح في ملكك، وبريض الأمور لغيرك ، ثم أسند إليه أمورهم ، و تفوض إليه حرهم ، وتأمره 6