صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/154

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۳۲ الجزء الأول في عهدك ووصيك إياه ولزوم أمرك مالزمه الحزم ، وخلافي نيك إذا خالفه الرأي ، ، عند استحالة الأمور واستدارة الأحوال ، التي ينقص أم النائب عنها ، و ثبت رأي الشاهد لها ، فإنه إذا فعل ذلك فوائب أمرهم من قرب ، و سقط عنه ما يأتي من بعيد ، تمت الحيلة ، وقريت المكيدة ، ونفذ المها ، وأحد البظر إن شاء الله

د قال الفضل بن العباس : أيها المهدى ، إن ولى الأمور ، وسائس الحروب ، ربما نحى جنوده ، وفرق أمواله ، في غير ماضيق أمر حزبه . ولا ضغطة حال اضطرته ، فيقعد عند الحاجة إليها وبعد التفرقة لها عديمة منها ، فاقدة لها ، لا يثق بقوة ، ولا يصول بعدة ، ولا ينزع إلى ثقة . فالرأى لك أيها المهدی وفقك الله ، أن تعني خزائنك من الإنفاق للأموال ، و جنودك من مكايدة الأسفار ، ومقارعة الأخطار وتغرير القتال. ولا تسرع للقوم في الإجابة إلى ما يطلبون ، والإعطاء لا يسألون ، فما عليك أدهم ، وجرئ من رعنك غيرهم ، ولكن اغم بالحيلة ، وقاتلهم بالمكيدة ، وصارعهم باللين ، وخاتلهم بالرفق ، وأبرق لهم بالقول ، وأرعد نحوهم بالفعل ، و ابعث العرش، وجند الجنود وكتب الكتائب و آغقد الألوية، وآنصب الرايات ، وأظهر أنك موجهة إليهم الجيوش مع أحق در قوادك عليهم ، وأسوتهم أثرا فهم ، ثم الأس الرسل ، وأبث الكتب ، وضع بعضهم على طمع من وعدك ، وبعضآ على خوفي من وعيدك ، وأوقد بذاك وأشباهه زيران التحاسد فيهم ، وأغرس أشجار التنافس بينهم ، حتى تملأ القلوب من الوحشة ، وتنطوى الصدور على البغضة ، ويدخل كلا من كل الحذر والهيبة ؛ فإن مرام الظفر بالغيلة ، والقتال بالحيلة ، والمناصرة بالكتب ، والمكايدة بالرسل والمقارعة بالكلام الطيني المدخل في القلوب ، القوى الموقع من النفوس المعقود بالحجج ، الموصول بالحيل ، المبني على اللين ، الذي يستميل القلوب . و استرق العقول، ويسي الآراء ، و يستميل الأهواء ، ويستدعى المواتاة - أنف القتال بطيات السيوف وأسنة الرماح : كما أن الوالي التي يستنزل طاعة رعيته 6 6 منه