صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/156

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۳ الجزء الأول ۵

6 فلعمري لا ينالها ولا يظفر بها إلا بإنفاق أكثر مما يطلب منهم ، وأضعاف ما يدعي قبلهم ؛ ولو نالها لحملت إليه ، أو وضوت بخرائطها بين يديه ، ثم تجافی لهم عنها ، وطال عليهم بها ، لكان ما إليه ينسب و به يعرف ، من الجنود الذي طبعه الله عليه ، وجعل مرة عينه و نهمة نفسه فيه . فإن قال المهدي : هذا رأى مستقيم سديد في أهل الخراج الذين شكوا ظلم ممالنا وتحامل ولاتنا ، فأما الجنود الذين نقضوا مواثيق العهود ، وأنطقها لسان الإرجاف ، وفتحوا باب المعصية ، وكسروا قيد الفتنة ؛ فقد ينبغي لهم أن أجعلهم نكالا اغيرهم ؛ ويظة لسواه . فيعلم المهدي أنه لو أني بهم معلولين في الحديد ، قرنين في الأصفاد ، ثم اتسع قن دمائهم عفوه ، ولإقالة عثرتهم صفحه ، واستيقام لما تم فيه من حربه أو لمن بإزائهم من عدوه ، لما كان بدعا من رأيه ، ولا مستنكرا من نظره لقد علمت العرب أنه أعظم الخلفاء والملوك عفوا ، وأشدها وقعا ، وأصدقها صولة ، وأنه لا يتعاظمه عفو ، ولا يتكاهده صفح ، وإن عظم الذنب وجل الخطب . فالرأي للهدی - وفقه الله تعالى - أن يحل عقدة الغيظ بالرجاء لمسن ثواب الله في العفو عنهم ، وأن يذكر أولى حالاتهم وضيعة عالاتهم ، و توسعا لهم ، فإنهم إخوان دولته ، وأركان دعوته ، وأساس حته ، الذين بعزتهم اصول ، وبحجتهم يقول . وإنما مثلهم فيما دخلوا فيه من مساخطه ، و تعرضوا له من معاصيه ، وانطووا فيه عن إجابته ؛ ومثله في قلة ما ير ذلك من رأيه فيهم ، أو نقل من حاله لهم ، أو تغير من نعمته م - كمثل رجلين أخوين متناصرین متو ازرين ، أصاب أحدهما خيل عارض ، و لهو حادث ، فنهض إلى أخيه بالأذى ، وتحامل عليه بالمكروه ؛ فلم يزدد أخوه إلا رقة له ، ولطفا واحتيالا لمداواة مرضه ، ومراجعة حاله ، عطفا عليه ، وا به، و مرحمة له . فقال المهدي : أما على فقد نوی سمت الليان ، وفض القلوب عن أهل خراسان ، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون . ثم قال : ما ترى يا أبا خرد ؟ یعنی To ۳۰ موسی آبنه .