صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/157

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد ۱۳۵ ۱۰ فقال موسى: أيها المهدي ، لا تسكن إلى حلاوة ما يجري من القول على ألسنتهم ، وأنت ترى الدماء تسيل من خلال فعلهم . والحال من القوم تنادى بضمرة شر ، وخفة حقد ، قد جعلوا المعاذير علها سترا ، وأتخذوا العلل من دونها حجابا ، رجاء أن يدافعوا الأيام بالتأخير ، والأمور بالتطويل ، فيكسروا حيل المهدی فهم ، ويثنوا جنوده عنهم ، حتى يتلاحم أمهم ، وتتلاحق مادتهم ، و تستفحل حربهم ، وتستمر الأمور بهم ؛ والمهدي من قوتهم في حال غزة ! ولاس أمة ، قد فتر لها ، وأنس بها، وسكن إليها . ولولا ما اجتمعت له قلوبهم ، و بردت عليه جلودهم ، من المناصية بالقتال ، والإضمار للقراع ، ، عن داعية ضلال أو شيطان فساد ، لرهبوا عواقب أحوال الولاة ، وغت سكون الأمور . فلیشدة المهدی - وفقه الله - أزره لهم ، و یکشب کنائبه نحوهم ، وليضع الأمر على أشد ما يحضره فيهم ، ولو قن أنه لا يعطيهم خطة بريد بها صلاحهم إلا كانت دربة لفسادهم ، وقوة على معصيتهم ، وداعية إلى عودتهم ، وسبيا الفساد من بحضرته من الجنود، و من بابه من الوقود الذين إن أقرهم على تلك العادة ، وأجرام على ذلك الأدب لم يبرح في فتق حادث ، وخلاف حاضر ، لا يصلح عليه دين ، ولا تستقيم به دنيا . وإن طلب تغييره بعد استحكام العادة ، واستمرار الدربة ، لم يصل إلى ذلك بالعقوبة المفرطة ، والمتونة الشديدة . والرأي للهدی - وفقه الله - ألا يقيل عثرتهم ، ولا يقبل معذرتهم ، حتى تطأهم الجيوش ، و تأخذه السيوف . القتل ، ويحدق بهم الموت ، ويحيط بهم البلاء، ويطبق عليهم الذل ، فإن فعل الأهدی ذلك كان مقطعة لكل عادة سوء فيهم ، وهزيمة لكل بادرة شر منهم . واحتيال المهدي مؤونة غزوتهم هذه يضع عنه غزوات كثيرة ، ونفقات عظيمة قال المهدي : قد قال القوم فاحكم يا أبا الفضل . فقال العباس بن محمد : أيها المهدي ، أما الموالى فأخذوا بفروع الرأي ، وسلكوا جنبات الصواب ، وتعدوا أمورا ضر بنظرهم عنها أنه لم تأت تجاربهم عليها . 10 و استحرم por ۲۰