صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/158

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۳۹ الجزء الأول ہ (1) 6 ۱۰ وأما الفضل فأشار بالأموال الا نفق ، والجنود ألا تفرق ، وأن لا يعطي القوم ما طلبوا، ولا يبذل لهم ما سألوا ، وجاء بأمر بين ذلك ، آستصغار لأمرهم واستهانة بحربهم ، وإنما بسیج جسيمات الأمور صغارها . وأما على فأشار باللين و إفراط الرفق . و إذا جرد الوالى لمن مط أمره وسفه حقه، اللين بحتا، والخير محضا ، لم يخلطهما بشدة تعطف القلوب على ليته، ولا بشر تحشهم إلى خيره ؛ فقد ملكهم الخلع لعذرهم ووسع لهم الفرجة التي أعناقهم ، فإن أجابوا دعوته ، و قبلوا لينه من غير ما خوف اضطرهم ، ولا شدة حال أخرجتهم ، لم يزل ذلك هيج عزة في نفوسهم ، وتزوة في رءوسهم ، يستدعون بها البلاء إلى أنفسهم ؛ ويصرفون بها رأي المهدي فيهم ، وإن لم يقبلوا دعوته ، ويسرعوا الإجابته بالين الحيض والخير الضراح ، فذلك ما عليه الظن بهم والرأى فيهم ، وما قد يشبه أن يكون من مثلهم ؛ لأن الله تعالى خلق الجنة و جعل فيها من النعيم القيم والك الكبير ما لا يخطر على قلب بشر ، ولا تدركه الفگر ، ولا تعلمه نفس ؛ ثم دعا الناس إليها ورغبهم فيها ؛ فلولا أنه خلق تارا جعلها لهم وحمة يسوقهم بها إلى الجنة ، لما أجابوا ولا قبلوا وأما موسى فأشار بأن يصوا بشدة لا لين فيها ، وأن يرموا بشر لا خير ۱۰ معه. وإذا أضمر الوالى أن فارق طاعته و خالف جماعته ، الخوف مفردا والشي مجردا ، ليس معهما طمع یکسرهم ، ولا لين يثنيهم ، امتدت الأمور به الحال منهم إلى أحد أمرين : إما أن تدخلهم الحمية من الشدة ، والأنفة من الذلة . والامتعاض من القهر ، فيدعوهم ذلك إلى التمادي في الخلافي ، والاستيسال في القتال ، والاستسلام للموت ؛ وإما أن ينقادوا بالكره ، ويذعنوا بالقهر ، على بغضة لازمة ، وعداوة باقية ، تورث النفاق ، وتعقب الشقاق ، فإذا أمكنتهم فرصة ، أو ثابت لهم قدرة ، أو قويت لهم حال ، عاد أمرهم إلى أصعب وأغل وأشد ما كان . (1) يحيشهم : يجعلهم يفزعون. 10 ، وانقطعت ۲۰ ة