صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/159

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من الحقد الفريد ۱۳۷ وقال : في قول الفضل أيها المهدي ، أكي دليل ، وأوضح برهان ، وأبين خبر بان . قد اجتمع رأيه ، وحرم نظره على الإرشاد ببعثة الجيوش إليهم ، وتوجيه البعوث نحوهم ، مع إعطائهم ما سألوا من الحق ، وإجابتهم إلى ما سألوه 4 فن العدل قال المهدي : ذلك رأی . قال هارون : خلط الشدة أيها المهدي باللين ، فصارت الشدة أمر فطام لما تكره ، وعاد اللين أهدى قائد إلى ما تحب ؛ ولكن أرى غير ذلك . قال المهدي : لقد قلت قولا بديعا ، و خالفت به أهل بيتك جميعا ، والمرء متهم بما قال ، وظتين تما آعی ، حتى يأتي ببيئة عادلة ، وحجة ظاهرة ، ۱۰ فاخرج عما قلت . قال هارون : أيها المهدى ، إن الحرب خدعة ، والأعاجر قوم مكرة، وربما اعتدلت الحال ، واتفقت الأهواء منهم ، فكان باطن ما يدرون على ظاهر ما يعلنون ؛ ور ما افترقت الحالان، وخالف القلب اللسان ، فانطوى القلب على محجوبة تبطن ، واستمر بمدخولة لا تعلن : والطبيب الرفيق بطبه ، البصير ۱۰ بأمره ، العالم بمقدم يده ، وموضع میسمه ، لا يتعجل بالدواء حتى يقع على معرفة الداء ؛ فالرأي للهدی - وفقه الله - أن يفر باطن أمرهم فر المسيئة ، و يمخض ظاهر حالهم تخض التقاء ، بمتابعة الكتب ، ومظاهرة الرسل ، وموالاة العيون ، حتى هتك جت يومهم ، وتشف أغطية أمورهم ؛ فإن انفرجت الحالى له وأفضت الأمور به إلى تغيير حال أو داعية ضلال ، اشتملت الأهواء عليه ، وانقاد الرجال إليه ، وامتدت الأعناق نحوه ، بدين يعتقدونه . وأثم يستحلونه ، عصيهم بشدة . لا لين فيها ، ورماهم بعقوبة لا عفو معها ، وإن اتفرجت الغيوب ، واهصرت التور، ورفعت الحجب ، والحال فيهم مريعة، والأمور بهم معتدلة ، عن أرزاق يطلبونها، وأعمال کر ونها، وظلامات يقعونها، وحقوق يسألونهاء ب (۱) أ (۱) في بعض الأصول وانكشفت (۱۸)