صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/160

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الأول ۱۳۸ داء عدتها، ویرد بماثة سابقتهم ، ودالة مناختهم . فالرأي للمهدی - وفقه الله - أن يتسع لهم ما البوا، و يتجافي لهم عما كرهوا ، وشعب من أمرهم ماصد عوا، ويرتق من فهم ماتقوا: ويولى عليهم من أحبوا، وبداوي بذلك مرض قلوبهم ، وفساد أمورهم ؛ فإنما المهدي وأمه وسواد أهل مملكته بمنزلة الطبيب الرفيق ، والوالد الشقيق ، والراعي ادب ، الذي يحتال لمرابض غنمه ، وضوال رعيته ، حتى يبرئ المريضة من الضالة إلى أنس جماعتها . ثم إن خراسان بخاصة لهم دالة محمولة ، وما تة مقبولة ، ووسيلة معروفة ، وحقوق واجبة ؛ لأنهم أيدي دولته ، وسيوف دعوته ، وأنصار حقه ، وأعوان عدله . فليس من شأن المهدي الأضطغان عليهم ، ولا المؤاخذة لهم ، ولا النوغر بهم ، ولا المكافأة بإساءتهم ؛ لأن مبادرة حسم الأمور ضعيفة قبل أن تقوى ، ومحاولة قطع الأصول ضئيلة قبل أن تغلظ ، أحزم في الرأي وأصح في التدبير ، من التأخير لها والتهاون بها ، حتى يلتئم قليلها بكثيرها ، وتجتمع أطرافها إلى جمهورها ۔ قال المهدي : ما زال هارون يقع وقع الحيا، حتى خرج خروج القدح مما قال، وانسل انسلال السيف فيما ادعي ، فدعوا ما قد سبق موسى فيه أنه هو الرأي ، وثي بعده هارون ، ولكن من الأعبة الخيل ، وسياسة الحرب ، وقيادة الناس ، إن أمعت بهم اللجاج ، وأفرعات من الدالة ؟ قال صالح : لسنا نبلغ أيها المهدي بدوام البحث واول الفكر أدني فراسة رأيك ، وبعض لحظات نظرك ؛ وليس ينفض عنك من بيوتات العرب ورجالات العجم ، ذو دین فاضل ورای کامل ، وتدبير قوى ، ، تقلده حريك ، وتستودعه جندك ، ، ممن يحتمل الأمانة العظيمة ، ويضطلع بالأعباء الثقيلة . وأنت بحمد الله میمون التقيية ، مبارك العزيمة ، مخمور التجارب ، محمود العواقب ، معصوم العزم ؛ فليس يقع اختيارك ولا يقف نظرك على أحد توليه أمرك وسند إليه ترك إلا أراك الله ما تحب ، وجمع لك منه ما تريد . قال اادي : إني لأرجو ذلك ، لقديم عادة الله فيه ، وحسن معونته عليه .

۲۰ d