صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/161

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العقد الفريد ۱۳۹ 6 ولكن أحب الموافقة على الرأي ، والاعتبار للشاورة في الأمر المهم . قال محمد بن الليث : أهل خراسان - أيها المهدی - قوم ذوو عزة ومنعة ، و شاداي دعة ژروع الحرية فيهم نابتة ، وملابن الأنفة عليهم ظاهرة ، فالروية عنهم عازبة ، والعجلة فيهم حاضرة ، تسبق سيولهم مطرهم ، وسيوفهم علهم لأنهم بين سفالة لا يعدو مبلغ عقولهم منظر عيونهم ، و بين رؤساء لا لجهون إلا بشدة ولا نطمون إلا بالقهر ، و إن وتي المهدي عليهم وضعالم قد له العظماء ، وإن ولي أمرهم شريفا تحامل على الضعفاء . وإن أخر المهدي أمرهم ودافع حربهم حتى يصيب لنفسه من حشمه ومواليه ، أو بني عمه أو بنى أبيه ، ناصحا يتفق عليه أمرهم ، و ثقة تجتمع له أملاؤهم ، بلا أنة تلزمهم ، ولاحية تدخلهم ، ولا عصبية تنفرم، تنفست الأيام بهم ، وتراخت الحالك بأمرهم ، فدخل يذلك من الفساد الكبير والضياع العظم ما لا يتلافاه صاحب هذه الصفة وإن جق ، ولا يستصدايه وإن جهد ، إلا بعد دهر طويل ، و ثر كبير . وليس المهدی - وفقه الله - فاطما عاداتهم ولا قارعا صفاتهم ممثل أحد رجلين لا ثالث لهما، ولا عدل في ذلك بهما : أحدهما لسان ناطق موصول بسمعك ، ويد ممثلة لعينك ، وصخرة لا تزعزع ، وهمة لا ينثنى ، وبازل لأيفزعه صوت الجلجل ، نقى العرض، نزيه النفس ، جليل الخطر ، قد انضمت الدنيا عن قدره ، وسما نحو الآخرة مهمته ، فعل الغرض ، والغرض الأدنى القدمه موطنا ، فلدس غفل عملا ، ولا يتعدي أملا وهو رأس مواليك ، وأنصح بني أبيك رجل قد غنى بلطيف كرامتك ، و نبت في ظل دو ایك ونشأ على قويم أديك ، فإن قادته أمرهم، و حملته ثقلهم ، وأسندت إليه ثغرهم : كان قغلا فتحه أمرك ، و بابا أغلقه هيك ، جعل العدل عليه وعليهم أميرا، والإنصاف بينه وبينهم حاكما . وإذا حكم النصفة و سك المعدلة فأعطاهم مالهم وأخذ منهم ما عليهم ، غرس لك في الذي بين صدورهم ، وأسكن لك في السويداء طاعة راسته العروق ، باسقة الفروع، متمثلة في حواشي عوامهم ، متمكنة من قلوب خواصهم ، فلا يبقى فيهم ريب إلا نفوه ، ولا يلزمهم حق إلا وه ، وهذا أحرهما. jo الأقصى العينه نصبا

۳۰ داخل قلوبهم و۲