صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/162

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الأول و۱ ۵ و التفع بلا تأدیب ؛ 4 والآخر عود من يضتك ، و يعة من أرومتك ، في السن ، کھل الحلم ، راجح العقل ، محمود الصرامة ، مأمون الخلاف، يجرد فيهم سيفه ، ويبسط عليهم خيره بقدر ما يستحقمون ، وعلى حسب مایستو جون ، وهو فلان أيها المهدي ، فسلطه - أعزك الله - عليهم ، ووجهه بالجيوش إليهم ، ولا تمنعك ضراعة سنه و حداثة مولده ؛ فإن الحلم والثقته مع الحداثة خير من الشك والجهل مع الكهولة ؛ وإنما أحدائكم أهل البيت فيها طبعكم الله عليه و آختكم به من مكارم الأخلاق، و حامد الفعال ، و محاسن الأمور ، وصواب التدبير ، وكرامة الأنفس ، كفراخ عتاق الطير المبكرة لأخذ الصيد بلا تدريب ، والعارفة لوجوه فالحلم والعلم والعزم والحرم والجود والتؤدة والرفق ثابت في صدوركم ، مزروع في قلوبكم ، مستحكم لكم ، متكامل عندكم ، بطبائع لازمة ، وغرائز ثابتة قال معاوية بن عبد الله : أفتاء أهل بيتك أيها المهدي في الحلم على ما ذكر وأهل خراسان في حال عز على ماوصف . ولكن إن ولى المهدي عليهم رجلا ليس بقديم الذكر في الجنود، ولا بنبيه الصوت في الحروب ، ولا بطويل التجربة للأمور، ولا معروف السياسة للجيوش والهيبة في الأعداء، دخل من ذلك أمران عظيان ، و خطران مهولان : أحدهما أن الأعداء يختمزونها منه ، وتحتقرونها فيه ، ويجترءون بها عليه في النهوض به والقارعة له والخلاف عليه ، قبل الاختبار الأمره، والتكشف لحاله ، والعلم بطباعه . والأمر الآخر أن الجنود التي يقود، والجيوش التي يسوس ، إذا لم يختبروا منه اليأس والتجدة ، ولم يعرفوه بالصوت والهية ، انكسرت شجاعهم ، وماتت نجدتهم ، واستأخرت طاعتهم إلى حين أختبارهم ووقوع معرفتهم . وربما وقع البوار قبل الآختبار . وباب المهدی وفقه الله - رجل مهیب نبيه حنيك صيت ، له نسب زاك وصوت عال ، قد قاد الجيوش ، وساس الحروب ، وتألني أهل خراسان و اجتمعوا عليه بالملقة ووثقوا به كل الثقة ؛ فلو ولاه المهدي أمرهم لكفاه الله شرهم . قال المهدي : جانيت قصد الرمية ، وأبيت إلا عصبية ، إذ رأى الحدث lo 6 6 ۲۰ بات