صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/163

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد ا14 g ۱۰ و من أهل بيتنا كرأى عشرة حلماء من غيرنا ، ولكن أين تركنم ولي العهد ؟ قالوا : لم يمنعنا من ذكره إلا گونه شبيه جده ، ونسيج وحده ، ومن الدين وأهله بحيث يقصر القول عن أدنى فضله ، ولكن وجدنا الله عز وجل قد حجب عن خلقه ، وستر من دون عباده ، علم ما تختلف به الأيام ، ومعرفة ما تجرى به المقادير ، من حوادث الأمور وريب المنون ، المخترمة لحوالى القرون ومواضي الملوك؛ فکرشنا شوعه عن محلة الملك ، ودار السلطان ، ومقر الإمامة والولاية ، وموضع المدائن و الخزائن ، ومستقر الجنود ، وموضع الوجوه ، وبمجمع الأموال التي جعلها الله قطبا المدار الملك ، ويصيدة لقلوب الناس ، ومثابة لإخوان الطمع ، وثوار الفن ، ودواعى البدع ، وفرسان الضلال ، وأبناء المروق ؛ وقلنا : إن وجه المهدي ولي عهده حدث في جيوشه وجنوده ما قد حدث بجنود الرسل من قبله ، لم يستطع المهدي أن يعقبه بغيره ، إلا أن ينهض إليهم بنفسه ؛ وهذا خطر عظيم ، وهول شديد ؛ وإن تنفست الأيام بمقامه ، واستدامت الحال بأيامه حتى يقع عرض لا يستغني فيه ، أو يحدث أم لابد فيه منه ، صار ما بعده ما أعظم قولا وأجل خطرا، له تبعا وبه مصلا قال المهدي : الخطب أيسر ما تذهبون إليه ؛ وعلى غير ما تصفون الأمر عليه ، نحن أهل البيت . تجرى من أسباب القضايا ومواقع الأمور على سابق من العلم ، ومختوم من الأمر ، قد أنبأت به الكتب ، و تتابعت عليه الرسل ، وقد تناهي ذلك بأجمعه إلينا ، و تكامل بحذافيره عندنا ، فيه تدبر ، وعلى الله توكل إنه لابد لولى عهدی - وولي عهدي عقي بعدی – أن يقود إلى خراسان البعوث ، ويتوجه نحوها بالجنود أما الأول فإنه يقدم إليهم ژله ؛ ويعمل فيهم جيله ، ثم يخرج نشطا إليهم ، حقا عليهم ، يريد ألا يدع أحدا من إخوان الفتن ، ودواعي البدع ، وفرسان الضلال ، إلا توطأه بحر القتل ، وألبسة قناع القهر ، وطوقه طوق الذل . ولا أحدا من الذين عملوا في قص جناح الفتنة ، وإخماد نار البدعة ، ونصرة ولاة الحق ،

10